عمر رضي الله عنه لم يكن لينا

لم يحابي أحدا ولم يرضي احدا بغضب الله .. اختار أن يرضي الله فرضي الله عنه وبعد رضى الله رضي عنه الكون كله .. مهمة الحاكم العدل  أن يسعى في ارضاء الله فيما اوكله فيه ... أما الحاكم الضعيف أو البعيد عن الله فشغله الشاغل أن يمكن لحكمه ولو على حساب الشعب كله .. فتراه يقرب اليه بطانة سيئة متمكنة .. عليها يعتمد في سبيل قهر الغالبية من الشعب .. هذه البطانة مشكلة من أصناف مختارة بشكل دقيق .. منها السياسي صاحب اللسان الصليط مهمته أن ينشر الارجاف في الارض بالدجل و السحر و قلب الحقائق .. ومنها الواعظ الفاجر الذي لا يألوا جهدا في سبيل اضفاء القداسة على المخلوقين والتقعيد للظلم و الظالمين .. و منها الاعلامي الفاجر الناعق بكل ما يلقى اليه من سفاسف الكلام و عهر الخطاب يحيل به الحق باطلا و الباطل حقا .. ومنها الثري الحاقد على كل ذي مروءة و فضل .. جمع ماله من الحرام فاستحلت حياته جحيما ..فلا يرى بدا من صب جام غضبه على أهل المروءات و الفضائل ... هنا تكون الضريبة فضيعة .. أعني بها ضريبة الذل و الهوان و الانبطاح للدنيا و لعبادها .. ضريبة فادحة تؤدى من المخزون الفطري لما فضل منها مما اودعه الله في بني الانسان ... و كان الاولى أن يفطن الانسان الغافل الى أن جوار الله عز و جل كان سيعفيه من كل هذه الضريبة الفادحة .. كان سيغنيه و يعزه و يرقيه لو انه انحاز الى الكريم العزيز المتعال ...

Commentaires

Articles les plus consultés