أيها الانسان : خلقت فعلا في الزمن الذي عانقت فيه الروح الجسد

كثيرا ما يقف الانسان المسكين حائرا أمام مدلهمات الحياة و صنوف أهوالها .. وله في ذلك مخارج و مصارف .. الحياة فيها  أسوء و أنكى و عواقبها أدوم و أشقى .. فارغا من الزاد .. غير قادر على أن يربط بين الحدث و أسبابه .. بين المبنى و المعنى .. للنزوات في أعماق جوفه أعنة من صنع الخالق  لو أدركها لانقادت له الدنيا كما تنقاد البهائم لبني الانسان في ذل ذليل .. ضل يقضمها ويبالغ وينزعها و يعاند غير عابىء بخبث المعاول التي يورثها الانفكاك من ثنايا الضوابط الوجدانية التي ماجعلت الا لتحيد به عن مهاوي الرذيلة و الردى .. أيها الانسان : خلقت فعلا في الزمن الذي عانقت فيه الروح الجسد .. هذا النسيج الغريب الذي حدث هو الذي مزج بين المعنى و المبنى فترتب عنه النفس و نوازعها و الجسد و مطالبه و الروح وتوقها لبارئها .. سلمت لك هذه الروح بيضاء نقية واعية بالفجور و التقوى  حالمة بالموطن .. مرتعدة مما تأتي به المسالك الموصلة باللسان و اليدين و الجوارح .. متوجسة من أن تنادى في اخر المطاف : ايتها الروح الخبيثة ... 

Commentaires

Articles les plus consultés