من الذي يزحف ؟ " الزمن " ... أم شيىء اخر ؟

أكثر ما شغل الانسان عبر كل الازمنة هو " الزمن"  نفسه .. يأسره في نطاق غاية في الضيق  اسمه "الحاضر" .. فلا هو قادر على تغيير أفعال الماضي التي أنتجت وابلا من الماسي  ولا هو  قادر على القفز حيث القدرة على تهييىء مستقبل كما تشتهيه النفس .. فهل للزمن فعلا هذا القدر من السلطان على رقاب الناس ؟؟ ما تعريفه ؟؟ ما شكله ؟ ... أول ما يقفز الى الذهن عند ذكر كلمة  "الزمن " حركية الشمس و مدارها  وتبدل الاحوال  و تغيرها و كبر الاجسام و هرهمها  وتعاقب الاقوام و رحيلها ... فأين الزمن من كل هذا ؟  لا نرى من كل ما ذكر الا تحولات  شكلية تطرأ على على عناصر الكون و أجناس الوجود وفق ناموس دقيق مذهل ... تحولات تطرأ في نطاق بعد وحيد منظور هو المكان و الذي يخضع هو نفسه لقانون التحولات الشكلية الذي لا يستثني شيئا .
من الذي يزحف ؟  " الزمن " ... أم شيىء اخر ؟

 يعلو الشيب مفارقنا .. فنقول اخذ منا الزمن مأخذا .. والحقيقة أن ما يظهر على الصورة هو قانون التحول و تبدل الاحوال .. و اذا كان لهذا التبدل و التحول خاصية  التتابع و التوالي فهذا ليس بالضرورة  اشارة الى بعد اخر اسمه  "الزمن" .. قال الله عز و جل : تلك الايام نداولها بين الناس ... اشارة واضحة الى موقعين اثنين تنتقل الشمس بينها كما القمر : والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم .. فهي منازل و مواقع مكانية يفيد التنقل بينهما التحول و التلبس بأشكل مختلفة  .. تتحدث قوانين الفيزياء انه لا يمكن ان نجعل من المتحرك معلما يفيد في مقاسات المكان .. وبنفس الطريقة لا يمكن أن نأخذ من معلم متحرك أسميناه "الزمن " مقياسا لمرور الزمن .. وهذا يفيد و بشكل واضح أن ما اصطلح عليه ب: "الزمن " ليس متحركا بل هوجامد .. هذا ان صح ان هناك شيىء اسمه الزمن .. ومثال على ذلك ان قلنا ان الزمن يتحرك كما اننا نقول ان الطريق يتحرك و هذا غير صحيح .. فالانسان هو الذي يتحرك وسط الطريق .. كذلك فالزمن جامد و الانسان هو الذي يتحرك .. كلا البعدين جامد : الزمن و الطريق .. وكثير ما جعل الانسان من هذين البعدين بعدا واحدا مشتركا أسماه : الزمكان   spaciotemporel   وقال ارسطو : الزمن هو الحركة  و نضيف ان الزمن هو الحركة و التحول.

Commentaires

Articles les plus consultés