لا تسمعواوا لهذا القرآن و الغوا فيه لعلكم تغلبون
لا تسمعواوا لهذا القرآن و
الغوا فيه لعلكم تغلبون
عبارة قالها كفار قريش حينما أفحمهم القرآن و لم يجدوا بدا من منع
أتباعهم من مجرد الاستماع الى كلام الله عز و جل ... اليوم و أنا أستمع الى امرأة
موريتانية تتحدث عن الامام المجدد عبد السلام ياسين في الذكرى التأبينية الثالثة
حديث من يعرف الرجل معرفة كبيرة سردت مجموعة من مؤلفات الرجل و تحدثت عن أهميتها و
الاستثنائية التي تميزت بها هذه المؤلفات عن غيرها .. وتساءلت : لماذا يحرم البعض
نفسه من معرفة الرجل ؟ هل هي نفس الحالة النفسية التي حالت بين قريش و الاستماع لكتاب
الله ؟
أم هي الكراهية العمياء التي تجدرت في نفوس البعض تحت ضربات الاعلام
المخزني و الارتزاقي الذي ما فتئ يسعى في تشويه سيرة الرجل ؟ أم هو الكبر الماحق
؟؟ .. مهما تكن الاسباب .. فان الخاسر الاكبر هو من حرم نفسه الاطلاع و البحث و
التقصي و اشباع الفضول على الاقل .. ألم يكم سلمان رضي الله عنه فارسيا حينما هام
على وجهه باحثا عن الحق ؟ أي بيئة هذه التي أنجبت هذا الرجل و بهذه الاوصاف ؟ نشأ في بيئة مجوسية كافرة طاغية غير أنه كان
يمتلك نفسا تواقة للحق الذي ما زال لا يعرف له
طريقا غير ما كان يجيش في هذه النفس من تشوف للحق .. سافر في وقت تعذرت فيه
وسائل السفر .. لا يملك من متاع الدنيا شيئا ..أي مفارقة هذه .. كثير من اخواننا
في بعض الحركات الاسلامية الاخرى يرفضون رفضا قاطعا مجرد الاطلال على مؤلفات
الامام الراحل رحمه الله .. و هذا حرمان و أي حرمان .. رجل وصل فكره الى أقاصي
الدنيا و بعض أبناء بلده يضعون أصابعهم في آذانهم و يسغشون ثيابهم مخافة أن يسحرهم
.. ربما .. يا حسرة على العباد .. عادة جاهلية ما تزال تحكم الكثير منا .. رجل ضرب
المثل في كل شئ .. في الشجاعة و الرجولة و العلم و الوقوف مع الحق و الصدع بكلمة
الحق أمام الطغيان و الرحمة و اللين و خفض الجناح للمؤمنين و التأليف بينهم ..
ذاكر لله .... ألا يستحق الرجل أن نعرفه في زمن ضاعت فيه المروءات و علت أصوات
الرويبضات.
Commentaires
Enregistrer un commentaire