حامي الدين على خطى بنكيران
أتذكر كلمة
لبنكيران قالها في تسعينيات القرن الماضي يستهزأ فيها بالحديث النبوي الشريف الذي
يبشر أمة رسول الله بعودة الخلافة على منهاج النبوة .. وهاهو أحد قادة حزبه يعود
للموضوع مرة أخرى لا ليصحح زلة قائده السابقة و لكن ليساير بهتانه و يدعي انه ورغم
اسناد الحديث في خانة الحسن لا ينبغي أن نعمل به في الامور العظام !! ولو أن الأمر كان قد صدر من العامة لكان
علينا أن نفكر مليا لنجد لهم مخرجا .. أما و أن الامر قد صدر من حامي الدين -- يا ليت لمفهوم الاسم أثر في المبائ و الفعل و الحركة – أحد قادة الحزب
المبتلى -- نسأل الله العافية – فلا بد
اذن من وقفة ملية أمام هذه المواقف الغريبة المستعصية على الفهم و الادراك .. في
خانة الحسن ولا يجوز أن نأخذ به في الامور العظام !! لا حول ولا قوة الا بالله .. اللهم انا
نسألك حسن الخاتمة .. ألم يكلف حامي الدين نفسه كي ينظر في كتاب الله و كلام رسول
الله ليشنف سمعه و بصره من غزارة ما جاء فيهما مما يعضد و يسند الحديث الشريف ..
أم أن شرارات التغريب و المسخ قد أصابت حتى المدعين منا حماية الدين و حراسة
العقيدة .. هذه مصيبة و بكل المقاييس تضيف على كاهل أصحاب المبادئ الايمانية
الراسخة عبئا آخر يتمثل في اقناع من يفترض فيهم اخواننا بأبجديات الانتماء الحقيقي
لدين محمد صلى الله عليه و سلم ... كان نوح عليه السلام يبني سفينته فوق رمال
الصحراء على بعد أميال و أميال من ماء البحر .. كان كلما مر به ملأ سخروا منه ..
صدق ربه و كذب غيره من أجل ذلك تكاثفت الارض و السماء فالتقى الماء على أمر قد قدر
.. هذه ابجديات العقيدة الاسلامية .. و اني أتساءل : هل تخلى هؤلاء عن ثقافة الاسلام
– أقول ثقافة لان الثقافة هي مخاللة الاعتقاد و النفس بمدركات أولية للنفس البشرية
حتى تصبح بديهة لا تقبل جدلا – وقد وعدنا الله بالاستخلاف في الارض في سورة
الفرقان و غيرها – و انني لأجد نفسي مرتبكا اذ أنبه أحد قادة الحركة الاسلامية الى
موضع آية في القرآن الكريم تبشر المومنين بعودة الخلافة الى الارض -- .. و في الختام أقول : تشبت اليهود و الهندوس و
المجوس و الروس بخزعبلاتهم و خرافاتهم فبنوا بنيانهم على الكذب و الزور .. وو جدنا
من بني جلدتنا من يتحدث ليس بلغتنا فحسب بل و يدعي الانتماء .. من يهدم – في أغلب
ظني – عن غير وعي -- تحت وطئة ما أصاب هذه
الامة من تغريب و تخريب -- ويتخلى عن الحق و اليقين في تشييد البنيان .. و هنا
سأردد كلمة الفاروق رضي الله عنه : اللهم اني أعوذ بك من جلد الفاجر و عجز التقي.
Commentaires
Enregistrer un commentaire