نصائح من ذهب لكل التلاميذ – الحلقة الثانية

بعد حادث خطير لسيارة كان يستقلها ما يزيد عن 8 أشخاص .. وللطف الاقدار كانت كل الاصابات طفيفة و متوسطة .. استغل أحد الباحثين النفسانيين الحادثة حتى يتمكن من الكشف عن مجموعة من الاسرار المرتبطة بنشاط العقل البشري .. وقعت هذه الحادثة مساء .. و في صباح اليوم التالي أجرى هذا الباحث مقابلات مع الاشخاص الثمانية كل على حدا .. كانت الاسئلة بسيطة جدا حيث قسمهم الى قسمين انطلاقا من الاجابات التي أدلوا بها أثناء المقابلة .. الفريق الاول صرح انه بات الليل كله يحلم احلاما غير مفهومة و غير منتظمة .. و الفريق الثاني صرح اعظاؤه أنهم لم يحلموا شيئا .. بعد ذلك قام بالكشف عن الحدة و الصدمة التي ما زالت تستحود على هؤلاء الاشخاص فكانت النتيجة كما يلي :

كل أولائك الذين باتوا يحلمون ولو كانت أحلاما مزعجة انخفضت لديهم الصدمة  -- صدمة الحادثة – بشكل ملحوظ مقارنة بأولائك الذين لم يحلموا شيئا .. حيث وصل انخفاض الصدمة عند الفريق الاول بما يقارب 80 في المائة .. أما الفريق الثاني فلم تصل هذه النسبة حدود ال20 في المائة .. ماذا نستشف من هذه التجربة ؟؟

نستشف أن النوم نعمة عظيمة من نعم الله .. وكل ما يقع اثناء النوم من كلام غامض أو أحلام مزعجة أو غير مزعجة أو حركة غير ارادية .. كلها تدخل في اطار تنظيف العقل و الذاكرة مما علق بها من شوائب و منغصات طيلة اليوم السابق .. لذا أنصح أحبابي التلاميذ بعدم السهر حتى وقت متأخر .. فان من شأن ذلك أن يراكم المنغصات و الشوائب دونما اعطاء العقل وقتا كافيا للتخلص منها مما قد يؤدي لعدم القدرة على التركيز و بالتالي ضياع قدرات هائلة كان من المفترض استغلالها في التحصيل و المعرفة .. الوقت المثالي و الذي لا ينبغي تجاوزه للذهاب الى النوم هو العشرة و النصف مساء صيفا و الحادية و النصف مساء شتاء نظرا لطول الليل في فصل الشتاء .. في الحلقة القادمة سنتحدث عن مسألة التعامل مع المواد الدراسية و أوقاتها المفضلة .. كنت قد تحدثت عن هذا الموضوع في الحلقة السابقة و لكنني سأحاول أن أفصل أكثر في الحلقة القادمة ان شاء الله.