هنا الطريق ... أقبل يرحمك الله
الى من يؤمن أنه سيقف يوما ما بين يدي ربه
أتحدث ...
اعلم أخي الحبيب أن ايمان عامة الناس اما أن
يكون موروثا --- و هذا الغالب بيننا --- و اما ايمانا عقليا لم يتحول بعد الى سلوك و كلا
هذين الايمانين لا يغني صاحبه حينما يقف بين يدي ربه .. و من علامة الايمان الاول
و الثاني أن صاحبهما لا يقبل التكاليف و ينفر ممن يذكره بالله و باليوم الآخر ..
غالبا ما ينهمك فيما يغنيه عن التفكير خصوصا في اليوم الآخر .. صلاته جامدة ..
ليست لها صلاحية النهي عن الفحشاء و المنكر.. كثير من المعاصي و المنكرات ليست
عنده منكرة .. انك أخي الحبيب تزحف نحو الموت بخطى ثابتة لا تتردد .. كل يوم يقربك
من الموت خطوة بعد خطوة .. القبر في
انتظارك .. فما بالك تنفق كرامتك و ثمين وقتك من أجل أناس لن ينفعوك قيد أنملة ..
الكرامة و العزة و الشرف و المبادئ السامية ليس لها ثمن .. ثمنها الحقيقي هو جنة
رب العالمين .. كل من يطلب صوتك اليوم أو وقتك أو كرامتك أو عواطفك من أجل أن
يرتقي دنيويا فهو لص مقيت و شيطان مريد .. من أجل ذلك سأبسط أمامك الآن المقياس
الحقيقي الذي من خلاله تستطيع أن تصنف باتقان من يريدك لأغراض دنيوية ممن يريدك
لصحبته الى جنان رب العالمين .. الامر يسير على من يسره الله عليه .. انظر بعين
قلبك حتى تستطيع أن تميز بين من يطلبك لدنيا يحليها لك و قد يغلفها بغلاف التقوى و
الورع و الذي لا يصمد كثيرا أمام الابتلاء مهما كان بسيطا .. و أمامك عمرو خالد و
البوطي و الجفري و علي جمعة و غيرهم كثير ممن سقطوا سقوطا مريعا نسأل الله حسن
الخاتمة .... و بين من يدعوك لتجتهد في طلب وجه الله و نيل
رضاه ... وقد جعل الله للقلب منظارا فريدا يعفيك من العنت في اختيار اهل الله حتى
تصحبهم في ركب كريم و رهط رحيم يبحر بك وسط مدلهمات الحياة الدنيا الفانية و هم
يعلمون أن في جوفك روح غير فانية دائمة التوق الى ربها الكريم الحنان الذي أعد
لصاحبها الجنان .. لا تحسبن نداءهم عليك رغبة منهم في تكثير سواد الاتباع رغم
الحاحهم في ذلك .. انما هم يريدون أن يجدوا اسمك بين من تفضلت يد الحاني الكريم
حين قدر هدايتك على ايديهم .. هذا جل مبتغاهم وقد هدوا هم على ايدي بررة آخرين ..
فلا تحرم نفسك من الدخول وسط الرهط الكريم و الامساك بالحبل المتين الذي طرفه بيد
رب العالمين و الطرف الثاني ينتظر منك أن تكون الماسك التالي .. أسأل الله لك
التوفيق و الفوز بما فاز به الورثة العارفين آمين .
Commentaires
Enregistrer un commentaire