مستضعفون ...نعم ولكن.
مستضعفون ...نعم ولكن.
أينما حللت و ارتحلت وحيثما تكلمت وتحدثت إلا وجوبهت بما
يلي : انتوما كايبان بلي راسكم سخون ..
باغيين ضاربو معا المخزن .. واش المخزن
كايضارب معاه شي واحد ؟؟؟؟؟؟؟
ما موقع هذا
الكلام من اعراب القران الكريم وما محله وسط
مصطلح الحديث النبوي الشريف ؟؟
اجدني مرغما على اخضاع هذا الكلام لضوابط مصدري الهداية الاسلامية : القران
الكريم و السنة النبوية الشريفة على اعتبار أنني أتحدث الى مسلمين .. ولا أشكك .
فالحكم سيكون لكتاب الله عز وجل ولسنة رسوله الكريم محاولا قدر الامكان أن أجرد
اللفظ من لباس العبارة وناظرا الى المسألة من زاوية الحياد و الانصاف ... مند متى
أصبح المخزن يشكل هذا الهاجس المخيف المرعب ... كان المغاربة اشجع ما تكون الشجاعة
و هم يواجهون الاستعمار بكل أشكاله .. وحينما ارتحلت عساكره من البلاد كان للشرفاء
حساب اخر مع الطابور الخامس ... هكذا كانت الصورة
الى حدود نهاية ستينيات القرن الماضي ... اعتمد ترتيب البيت الداخلي بزرع
الشيوخ و لمقدمين .. يا ليت عملهم اقتصر على ما أعلن عنه:
اثبات شهادة السكنى و المواليد والتحقق من العمل أو عدمه
و المساعدة في اخبار اهل القرية بما ينبغي اخبارهم ... يا ليت الأمر اقتصر على هذا
.. لم يقتصر الأمر على ذلك .. بل تعداه الى ابعاد مهولة .. مراقبة كل صغيرة وكبيرة
بل كل نقطة و فاصلة .. بل كل عثرة وعابرة ..بل كل لفظة و خاطرة بل كل مظهر و ظاهرة
....أصبح الشرفاء و أهل المروءات هدفا مشروعا بعد التبليغ عنهم عما لم يفعلوا
وأصبح الكل يتوجس من الكل و الكل يحتاط من الكل والكل يشك في الكل فضاقت بالحق
السبل وانحازت الفضائل الى ركن ضيق وأصبح للحيطان أذان و للنهار عيون تلاحق
الفضلاء و اهل الحق و المروءات وتحققت قولة : اذا أردت أن تفسد قرية فاجعل في
وسطهم مخبرا منهم .... هكذا صنع الظلم على أعين المخزن أو هكذا صنع المخزن على
أعين الظلم ...أصبح ل "شيخ " سلطة مطلقة يبلغ بمن يشاء و يعفو عمن يشاء
... فكانت النتيجة أن أصبحت الاستهانة بالله و دينه أهون بآلاف المرات من التعرض
للأشخاص ..... و الحالة هاته : هل لنا عذر عند رب العزة و الجبروت يوم نقف بين
يديه ؟؟؟ هيهات هيهات هيهات ... هنا أجدني
مرغما على أن أضع بين ايديكم مقارنة من العيار الثقيل : مقارنة بين ضريبة الذل و
ضريبة العزة و الكرامة .... أهل المبادئ ، أهل العزة ، أهل المواقف الرجولية ،
الرجال بالمفهوم القراني للرجولة : أعزة
كرماء على الله و على الناس و على الأرض و السماء ، مواقفهم خالدة ، ورسائلهم
سائدة ، وكلامهم أبدا يتردد في الافاق ، وحبهم في قلوب العباد من الأعماق ، جنائزهم
أبهرت ، و روضاتهم نورت ، ما أعاروا للظالمين طرفا ، وما ذرفت أعينهم لغير خالقهم
خوفا .. ... أراك تحدق الي .. تريدني أن أحدثك عن ضريبة الذل .. استمع
اذن .: سأل الاعلامي الألمعي أحمد منصور رجلا زار ادريس البصري في اخر أيامه في
باريس قال له كيف وجدت الرجل : فرد بكلمة واحدة تختصر كل المسافات : وجدت حطاما
بشريا ...هكذا تختصر نهاية بهذا الشكل تاريخا طويلا من التجبر و الطغيان و الرصاص
والعلو في الارض .. لم يجد له موطئ قدم حيث طرد من فرنسا ثم من الجزائر وقبلوا به
في فرنسا على مضض في اخر أيام حياته شفع
له المرض الذي مات منه ... اسألوا " الشيوخ " مع أنهم لن يجيبوا على
الاطلاق .. اسألوهم عن معاملة القياد لهم .. بل اسألوا التاريخ عن نهاية الحجاج
واسألوه عن عظمة سعيد بن جبير .. بل
اسألوه عن العبد الخاسر وعن سيد الظلال و الذي ما زالت ظلاله تظلل الدنيا الى يوم
القيامة .. بل اسألوه أخيرا عن الامام المجدد عبد السلام ياسين و الذي قضى حياته
الدعوية - التي تتجاوز الاربعين سنة – اما سجينا أو محاصرا أو ممنوعا .. كيف طابت
حياته وكيف زكاها العليم الحكيم .. كيف أصبح قطبا تهفوا اليه النفوس من كل بقاع
الأرض .. من ينسى تلك الابتسامة التي لم تفارق محياه .. من ينسى كلامه الممزوج
بالرحمة على الدوام المحاط بعزة قل نظيرها ... عفوا .. اذهبوا الى روضته الشريفة
وانظروا هل تفتر من زوارها .. اذهبوا في أي وقت شئتم .. .. الرباط لا يقصدها قاصد
من خارج المغرب او من داخله من أتباع الرجل الا وقد رتب من بين ما رتب زيارة المرشد
الحبيب ... ما مات ولن يموت من كانا حبيبا لمحمد صل الله عليك يا سيدي يا حبيبي يا
رسول الله .. ما أحببنا من أحببنا الا لأنه دلنا عليك ....الان هل ستقف بين يدي
ربك و تقول له " اني كنت من المستضعفين "
لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم .
Commentaires
Enregistrer un commentaire