..... فقط لأنه " حمار " أو " اللذة في المحظور "
..... فقط لأنه "
حمار " أو "
اللذة في المحظور "
كان ينزع العشب بأسنانه الحادة
ويجتره ، مربوط بحبل الى وتد ويحيط به سياج من كل الجهات ، لم يضطره العشب
المتوافر حوله ليشد الحبل ، فجأة رفع رأسه
ونظر ما وراء السياج .. فرأى حقلا اخر أكثر عشبا وأنظر مما هو فيه ، أصابته حسرة
مؤلمة .. وبدأ يتأمل في وضعه البائس و عشبه اليابس ويبحث عن أي سبيل يقوده الى
الحقل المجاور ... وبعد محاولات حثيثة وإصرار استطاع أن يتخلص من الحبل ثم بدأ يطوف بالسياج عله يجد فجوة يمر من خلالها
الى مبتغاه ... أخيرا وجد الفجوة .. و بالرغم من أنها ستضطره الى الانبطاح على
ركبتيه ولن يجتازها إلا و الأسلاك الشائكة قد فعلت فعلها في جسده ... تحمل
الانبطاح و الالام بما يعتريه من شوق في لذة منتظرة .. قام بكل ما يلزم و اجتاز السياج
ووصل الى مبتغاه و السعادة قد أنسته الالام و الانبطاح ... وهذه المرة وقبل أن
يجتز أول رزمة من العشب نظر الى حقل اخر فوجد أنه أكثر عشبا و أبهى منظرا ..
فأصابه من الغم أكثر مما أصابه في السابق .. فقرر أن يصل ... وهذه المرة كان
الانبطاح أكبر و الجروح من جراء الأسلاك الشائكة أعمق و أضر ... بقي المسكين على
هذه الحال ... وفطن لغبائه حيث ألهاه التنقل عن وضع لقمة يداوي بها جوعته .. ورفع
رأسه فرأى جنة لم يسبق له أن رأى مثلها في حياته .. لم يتمالك وأقسم ألا يخرج منها
فقد بلغ به الانبطاح و الجروح و الجوع
مبلغا لا يحتمل و انتقل الى الجنة الأخيرة و دخلها بعسر أعسر مما دخل به
الى الحقول السابقة ... وكانت المفاجئة قاتلة
اضطرته أن يقع على الأرض صريعا .. لقد وجد فيها
الحبل و الوتد التي تركها في حقله الأول ... حينها نطق بالحكمة وهو طريح
العشب قائلا : ليست السعادة في أن تملك
كل شيء ، انما السعادة في أن تقدر ما لديك.
كم نخسر من الجهد و الوقت و الكرامة وماء
الوجه في البحث عن أشياء تافهة .. نعتقد دائما أن اللذة هناك و ليس هنا .. أن
السعادة هناك و ليس هنا ... نهيم على وجوهنا لندرك ما نعتقد أنه الأفضل ... و
الأفضل أيها السادة هنا في سويداء القلب ..و الذي ان صلح امتد الصلاح الى كل ما
تقع عليه عينك من ابهامك و الى الافق
البعيد .. سيغمرك الجمال و الجلال وتصبح من يوزع الجمال لا من يبحث عنه يا للشقاء
الذي ورثنا اياه جهلنا .. ما أحقرنا
Commentaires
Enregistrer un commentaire