اصلاح الاصلاح .. خزعبلات
ينعدم في مناهجنا
الدراسية الحديث عن المراهقة و انعكاساتها على المجتمع بشكل عام .... من خلال
التجربة الميدانية و التي استمرت لما يزيد عن 22 سنة ... لم أجد مشكلة تتطاب حلا
عاجلا كمعضلة المراهقة ... انها أخطر المشاكل الانية بالنسبة لشبابنا
..
أستطيع أن أقول الان أن
مدارسنا أصبحت بالفعل مصحات تتعامل بعنف بالغ مع مرضاها ... يعيش أبناؤنا بين
حزمتين ثقيلتين من المشاكل .. الواقع المنزلي المليء بالتناقضات والسلطوية و العنف
النفسي و الجسدي و الواقع المدرسي حيث تنعدم في الغالب الوسائل البيداغوجية و التربوية
البناءة من أجل معالجة اثار المراهقة و التي أصبحت عبئا ثقيلا على المجتمع بدل أن
تكون فرصة ناذرة لجعل المراهق يفجر طاقاته و قدراته الكامنة فيما يصب في الصالح
العام .. كل أنواع القمع الممارس على الشباب ذهب بهم للتعبير بشكل يقتحم كل
المحارم و يبالغ في ذلك كردة فعل انتقامية من نفسه و من الجميع و كان أحد الضحايا
هو الاستاذ و خصوصا الاستاذة التي أصبحت الحلقة الأضعف في هذا المسلسل البغيض ....
صمت المسؤولين عن هذا الواقع تواطؤ مفضوح وقد يصبح لنا الحق أن نفسره بما
يتلاءم مع واقع الحال .. هذه اللامبالات حول أخطر المشاكل التي تهدد منظومتنا
التعليمية تدخل في سياق الاجهاز على ما تبقى من " قطاع غير منتج "
حسب التعبير الرسمي ... وقد اعترفت أعلى سلطة في البلاد بفشل كل الاصلاحات و
اصلاح الاصلاحات السابقة و التي انفقت عليها أموال خيالية ... وبقينا رهينة في يد
الاصلاح و اصلاح الاصلاح ... و الكل يتحدث عن الاصلاح و الخطوات اللازمة لذلك ....
و لم أعثر على تصريح واحد يضع يده على مكمن الداء اللهم إلا في المقاهي و الاسواق
و الشوارع ... وقد يصاب الانسان بالدوار وهو يتساءل هل فعلا عجزت أرحام أمهات
المغاربة أن تنجب من سيضع يده على مكمن الداء ...أمر لا يمكن فهمه على الاطلاق
...ان الداء أيها السادة لا يكمن لا في المناهج و لا في البرامج و لا في تحسين
ظروف الاستاذ و لا في التكوينات التي تنفق عليها هذه السنوات الاخيرة أموالا
خيالية و لا في ... و لا في ... و لا في ... الداء ايها السادة يكمن في رفع
الاكتضاض عن الاقسام .. قسم يحتوي على 54 تلميذ لن يفلح في تدريسه اي مخلوق ولو
جئنا به من أقصى مجرة في الكون .. هل علمتم الان لمذا بقينا في الاصلاح و اصلاح
الاصلاح
Commentaires
Enregistrer un commentaire