بسم الله الرحمن الرحيم "ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و سعى في خرابها"
بسم الله الرحمن
الرحيم
"
ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و
سعى في خرابها أولائك ما كام لهم أن
يدخلوها الا خائفين لهم في الدنيا خيز و لهم في الآخرة عذاب عظيم "
طريقة الاستفهام هذه في القرآن الكريم تفيد أنه لو ذهبت
لتبحث عمن هو أظلم ممن يقوم بالفعل المذكور فلن تجد .. فالظلم المترتب عن منع ذكر
الله في المساجد و تخريبها هو الظلم الأعظم عند الله قال الحبيب صلى الله عليه و
سلم " .. و جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا " قال بعض الشراح في هذه الجزئية من الحديث
الشريف : أي أن الله سبحانه أراد أن يوسع مجال التقائه بعباده فلم يجعل لذلك أمكنة
خاصة و لا أزمنة على اعتبار أن العبد دائم الاضطرار الى الله و حالة الاستعجال الى
ربه حادثة لا تتخلف .. و جاء في حديث آخر أن .." أحب البقع الى الله فوق
الأرض المساجد " على اعتبار أن المساجد هي " اشراقات الحق على الخلق
فيها " وفيها تختصر المسافات بين الخالق و عباده " أقرب ما يكون العبد
من ربه و هو ساجد " .. وهنا نطرح السؤال الجوهري : كيف يتم منع ذكر الله في
المساجد و كيف يتم تخريبها ؟؟؟ اذا سلبنا
المسجد و ظيفته الاصلية و جعلنا منبره بوقا للدعاية الكاذبة و التدليس و قلب
الحقائق و احقاق الباطل و ابطال الحق فقد خربناه و منعناه من أن يذكر اسم الله فيه
.. حضرت خطبة جمعة في المسجد التابع لجامعة محمد الخامس في مدين العرفان بالرباط
.. و الكل يعلم أن العديد من الدكاترة في شتى العلوم يصلون الجمعة في هذا المسجد
.. كانت أول مرة أصلي الجمعة فيه .. وكم كانت خيبتي و اندهاشي و أنا استمع "للامام"
و هو يقرأ في ورقة بالية كلاما لا علاقة له بالعلم يخبط خبط عشواء .. في حضرة من
؟ دكاترة من شتى صنوف العلم و المعرفة ..
وكنت أتصور أن يأتوا بخطيب يليق علمه بصنف الذين سيحضرون خطبته .. لماذا هذا الامر
؟ هل عجزت أرحام الأمهات في بلدنا هذا أن تنجب خطيبا حصيفا يكيف خطبته مع مقام
الحاضرين عنده ؟ أليست نية القائمين على تنصيب الائمة في مساجدنا هي الرغبة في
تخريبها بهذا الفعل الشنيع ؟ ألا يروم هذا الفعل --
تنصيب أئمة أميين – منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه و ذلك بخلق حالة
الكراهية و البغض لمساجد الله .. من المسؤول عن تنصيب الائمة في مساجد المغرب
الحبيب ؟؟ قام أحد الباحثين في الرباتط --
و كان صديقا لي -- باجراء استمارة أراد من خلالها أن يصنف أئمة
المساجد حسب مستواهم التعليمي .. و كانت المفاجأة : 98 في المائة منهم لم يتجاوزوا
في تعليمهم السنة الثالثة اعدادي .. هؤلاء هم من تنتظر منهم الامة أن يقوموا بمهمة
التنوير ... وتبقى : "أولائك ما كان لهم أن يدخلوها الا خائفين " سأتناولها في وقت لاحق .. حسبنا الله و نعم
الوكيل ولا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم.
Commentaires
Enregistrer un commentaire