سوء فهم أوجب الاستدراك

سوء فهم أوجب الاستدراك
تتضارب المواقف و الآراء على مواقع التواصل الاجتماعي و تتناطح و تخرج في كثير من الاحيان عن جادة الحوار الهادئ .. و المسألة لا تعدو أن تكون سوءا في الفهم ليس الا .. خصوصا اذا تعلق الامر بالموقف من المشاركة و عدمها في اللعبة السياسية .. قد يكون الامر واضحا اذا تعلق بحزبين سياسيين أو أكثر تلهب أطماعهم أصوات الناخبين .. و الغريب في الامر أنه في الآونة الاخيرة أصبحت السهام تصوب بشكل مباشر لطرف لا يخضع للقاعدة السابقة ..أي انه لا يمتلك حزبا سياسيا ولا يناطح على صوت أحد .. أعني بذلك جماعة العدل و الاحسان والتي أصبحت هدفا مشروعا – بزعمهم – للنيران و السهام خصوصا من طرف حزب العدالة و التنمية و الذي أصبح يرى فيها مصدرا لكل الفتن وقد نحر لها و اعاد تسميتها ب : المنظمة اللي راكوم عارفينها .. لو أن جماعة العدل و الاحسان كانت حزبا كسائر الاحزاب لهان الامر على من يريد ان يفهم .. غير ان المسألة ليست كذلك .. ولا يمكن ان نفهم هذا الهجوم الا على اعتبار من يخاف أن تهدر منه بعض الاصوات انطلاقا من مواقف الجماعة التي ترى في المشاركة السياسية بالشروط المخزنية مضيعة للوقت وتزييفا للحقائف .. وهنا لا اعتقد انني سأفشي سرا ان قلت ان في جماعة العدل و الاحسان عددا قليلا جدا ممن يتعاطى للشأن السياسي يكونون في مقدمة من يحيي ليله قياما و تلاوة و ذكرا حتى لا ينجرف مع الوباء الذي تورثه السياسة اذا ابتعدت عن القيم الاخلاقية و تزكية النفس في مجالس الذكر و القرآن .. وليعلم الجميع أنه حينما يتحدث  أبناء العدل و الاحسان  عن السياسة و ما يستتبعها من قضايا الامة و مصيرها يكون ذلك من منطلق تحرير الانسان و اعطاؤه الحق المقدس في معرفة خالقه بعيدا عن التزييف الذي يمارسه المخزن و عن الطقوس الفرعونية التي ما زالت تحكم الكثير من مسؤولي هذا البلد .. للعدل و الاحسان مشروع مجتمعي كبير جدا .. و يخطأ الخطأ الفادح من يعتقد أن العدل و الاحسان لها وقت كي تضيعه مع من لا يستطيع أن يفكر الا في حدود ما يسمح به المخزن .. هذا الامر متجاوز مند البداية .. هذه الجماعة تجاوزت كل العراقيل الذهنية الفكرية و التي كبلت الافهام لقرون عديدة .. و أنا الآن أوجه دعوة لمن أراد أن يبني على أسس متينة .. على أسس المنهاج النبوي .. أقول له أن جماعة العدل و الاحسان تمد يدها بقوة لمن يتصف – أو لمن يريد أن يحصل – الأوصاف التالية :
1 -- الصبر على الطريق .. فالامر لله يديره كيف يشاء
2 --  الشجاعة  وخلع الجبن .. على اعتبار انه لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا
3--  الكرم  قرين الشجاعة  -- كما ان الجبن قرين البخل كما جاء في الحديث الشريف –
4 --  الصدق قرين الصبر كما ان الكذب قرين العجلة ..

فالطريق ايها الاخوة طويل و الجماعة لا تريد ان تبني فوق الرمال و الامر لله من قبل و من بعد .

Commentaires

Articles les plus consultés