الحجاج في قبضة العزيز الجبار



قتل ما يزيد عن ثمانين عالما من علماء المسلمين ، في كل مرة يجد له عذرا ، أعياه البحث عن العالم الجليل سعيد بن جبير الذي لم يكن يختبأ بل كان يداري عنه أقرب المقربين من الحجاج الذي أصبح اسمه رديف القتل و التنكيل  برقاب الناس  .. كان يلعق أحدية بني أمية و يوغل في القتل خصوصا في العلماء و يلفق ما شاء من التهم فقط ليبقى على كرسي الامارة وينال رضى الأمويين ،  كان هذا الشخص من ثقيف  ... القرية التي حرشت صبيانها و سفهاءها  ليقذفوا رسول الله صلى الله عليه و سلم  بالحجارة .. فسوق متوارث .. جاءه سعيد بن جبير  .. بعدما ترجاه الجند أن يتوارى .. لكنه رفض .. سأله الحجاج مزهوا و كأنه سقط على صيد ثمين : ما اسمك ؟  استصغارا .. و الرجل ملأ الدنيا صيته .. قال . سعيد بن جبير .. قال الحجاج : بل شقي بن كسير .. قال سعيد : ان أمي كانت أعلم باسمي و اسم أبي منك .. قال الحجاج : شقيت وشقيت أمك .. قال سعيد : الشقي من كان من أهل النار فهل اطلعت عليها فوجدتني من أهلها ؟  قال الحجاج : لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى .. قال سعيد : لو كنت أعلم أن ذلك بيدك لاتخذتك الاها من دون الله.    نادى الحجاج على المعازف وهو يداري هزيمته أمام العالم الجليل ... فبكى سعيد .. سأله الحجاج : مايبكيك ؟ قال سعيد : لقد ذكرتني أمرا عظيما .. يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا .. قال الحجاج أتخدعني برقائق الكلام لأعفو عنك ؟  قال سعيد : أما العفو فمن الله و أما أنت فلا عذر لك يا حجاج  .. قال الحجاج حانقا : خذوه فاقتلوه .. فضحك سعيد .. قال ارجعوه وسأله : لما تضحك ؟ قال سعيد : ضحكت من جرأتك على الله و حلم الله عليك ... قال : اقتلوه .. قال وجهت وجهي لله فاطر السماوات و الأرض حنيفا و ما أنا من المشركين .. قال الحجاج كبوه على الأرض .. قال سعيد : منها خلقناكم و فيها نعيدكم و منها نخرجكم تارة أخرى .. قال الحجاج أقتلوه فما أسرع لسانه بالقران .. قال سعيد رضي الله عنه : اللهم لا تسلطه على أحد من بعدي يا أرحم الراحمين.

Commentaires

Articles les plus consultés