سلسلة الشباب الضائع
أعود مرة اخرى للموضوع الماساة .. كيف لا وقد
انجرفت اجيال من الشباب مع الدعاية الشيطانية حتى ما عاد اليوم لكهولنا -- فضلا
عن افواج الشباب الذين اذا لم تتداركهم رحمة الله فسوف يضيع على امة الاسلام زمنا
آخر من الحيرة و الضياع -- منطق سليم ولا وازع من اخلاق دينية تعود بهم
الى جادة الصواب .. وكما هو معلوم دمر
ثلاثة اعمدة و اذا بالبناء ساقط لا محالة : العمد الاول : العلماء .. وكما تعلمون
فقد بدأت المعركة مع دخول الاستعمار الى المغرب حينما همشت الكتاتيب القرآنية و أعطيت
الافضلية للتعليم الحديث الذي همش اللغة العربية و العلماء و استمر تهميش العلماء مع الاستقلال بل و تمت
محاربتهم و سجنهم و حصارهم طوال العقود الماضية .. و على رأس هؤلاء الامام المجدد
عبد السلام ياسين رضي الله عنه و أرضاه ... العمد الثاني هم رجال التعليم .. و
مسألة هؤلاء لا تحتاج الى تبيان .. فقد انحدرت رواتبهم باستمرار مقابل رواتب
الموظفين الاخرين و اليوم كما ترون يتم تهشيم رؤوسهم و تكسير عظامهم في الشوار ...
العمد الثالث هي الاسرة .. و الكل يعلم اليوم شراسة الحرب المعلنة على الاسرة
كملاذ اخير لتماسك المجتمع .. النتيجة الحالية على الاقل : امعنوا النظر في
الشوارع و خصوصا في تلاميذ المدارس .. استهتار كامل بالاخلاق و القيم .. و
المسؤولون و كأن الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد .. بل على العكس من ذلك
تماما .. تشريعات لا تنتهي من احتقار للغة العربية و تقليص مستمر لساعات التربية
الاسلامية و اعادة فرنسة التعليم حتى لا
تبقى هنلاك صلة لهؤلاء الشباب لا بدينهم و لا بلغتهم .. من أجل كل ذلك اصبحنا نرى
من يجهر بعدائه لامة الاسلام ويساند اعداءه من شيعة و مجوس و صليبيين و قتلة
مجرمين .. هذا كله ما يفسر الخواء الروحي الذي اصبح يهدد اجيالا متتالية من
ابنائنا .. و في الختام أقول و بملأ فمي .. و الله لن يقر لنا قرار ما دامت حرمات
الله تنتهك و ما دام دين الله يستهزأ به في بلاد طارق و يوسف بن تاشفين و القرطبي
و غيرهم ... و الله سنجعل من أرواحنا و قلوبنا ملاذا للحائرين مهما ضيق علينا و مهما حوربنا
فسوف نهجم على الناس بالخير و المحبة حتى يعرف الناس دينهم الحق و يصبحوا انصارا
له ..
Commentaires
Enregistrer un commentaire