قوة الحق
ظاهرة لا بد من تفسيرها ...
مجموعة من الشباب وحتى الكهول و في سياق الحوارات القائمة اليوم بشأن ما
يقع خصوصا في العالم العربي من حروب و نزاعات و تحالفات و أشياء في معظمها أصبحت
مبهمة لكثير من الناس ... هؤلاء الاشخاص شبابا و كهولا تجدهم يدافعون بشكل مستميت
عن ايران و عن بشار الاسد و يسبون المعاضة السورية و السعودية التي في زعمهم تقتل
الابراياء في اليمن .. و في مجريات حديثهم تلمس وبشكل واضح انهم يصفون كل من خرج
على الطواغيت في ما سمي بالربيع العربي على انهم دواعش و شداد آفاق .. كما ترون
ايها السادة ان الموضوع طويل و متشعب اذا اردذنا نخوض في كل جزئية بالتفصيل و
التحليل من اجل ذلك ارتئيت أن اعرض هؤلاء الاشخاص اصحاب هذه الاراء الشادة على بعض
القواعد ذات البعد النفسي و ما يرتبط بها من احباط و يأس كنتيجة حتمية لمن لمن لم
يستطع بناء قواعد علمية و فكرية ثابتة تشكل في مجملها مبادئ راسخة لا تتزحزح ...
الملاحظة الاولى و الاساسية ان هؤلاء الاشخاص يشتركون في صفة معينة :
1 -- نصيبهم
من الالتزام بالمبادئ الاسلامية و ممارسة الشعائر الاسلامية اما انه ضعيف جدا و
اما منعدم ...
2 -- يظهر عليهم احباط كبير من جراء ما اصاب الامة
العربية من انحطاط و تدهور
3 -- حصيلتهم الثقافية متواضعة الى حد ما
4 -- يظهرون انبهارا كبيرا بالتطور العلمي و
التكنلوجي للغرب و لايران بالخصوص
هذه أهم الصفات التي يشترك فيها هؤلاء الاشخاص ... وبالرجوع الى المبائ
النفسية نجد ان هؤلاء الناس لم يتشبعوا بالمبادئ الاسلامية في سنهم الحرجة و التي
تبتدأ مع المراهقة و تستمر الى ما فوق الثلاثينات .. الشيئ الذي احدث لهم فراغات
نفسية كبيرة في العادة لا بد من ملئها .. وبما ان سن المراهقة هو سن التمثلات
البطولية و المجازفات .. غالبا ما يرتبط المراهق في الالتصاق بالنمادج العالمية
القوية و المتمنكنة و المسيطرة .. واذا اضفنا الى ذلك حالة الضعف التي يرزح تحتها
العالم العربي .. فالمراهق ينفر منها و يشمئز حتى تصبح هذه الحالة متمكنة من نفسه
التواقة الى البطولات و القوة .. و مما يقوي هذا الشعور لديه هو ما يراه من تمسح
الحكام العرب بالاسلام و هم اشد اعدائه فيحكم بشكل نهائي ان الاسلام هو السبب في
تخلف العرب .. في الوقت الذي يرى فيه ندية ايران للغرب و فرض شروطها في المفاوضات
الاخيرة فيترسخ لديه ان الشيعة على حق ... هذا باختصار توصيف موجز عن النفسية التي
تحكم هؤلاء ابتداء من المراهقة .. .. وأول المزالق و اخطرها بالنسبة لهؤلاء هم عدم
قدرتهم على فهم معادلة عالمية تاريخية راسخة في التاريخ البشري : أن القوة في اغلب
فترات التاريخ البشري كانت معادية للحق و أن اصحاب الحق غالبا ما يكونون ضعفاء من
حيث العوامل المادية القتالية .. فكان الله يبعث الانبياء و الرسل و المصلحون في
كل زمان و مكان ليعيدوا الحق الى الحكم و لكن سرعان ما يعود غالبية الناس الى
الانضمام الى الباطل فتتقوى شوكته و يعود الحق مطاردا ..فهؤلاء الاشخاص في الحقيقة
مغرومون بالقوة و ليس بالحق ..هذه واحدة و للحديث بقية خشية الاطالة.
Commentaires
Enregistrer un commentaire