البخيل لا يكون الا جبانا و ان الكريم لا يكون الا شجاعا


نكست هممنا عن القراءة و البحث و التقصي و عن الاجتهاد في طاعة الله سبحانه و تعالى .. نمر على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة تجديد الدين بالاكثار من قول لا الاه الا الله  مرور الكرام فلا نعيره اي اهتمام .. ونقرأ حديث جبريل عليه السلام و الذي حدد فيه مراتب السلوك الى الله عز و جل فلا يحرك فينا ساكنا .. نكتفي من تطبيق مقتضيات ديننا بركيعات نؤديها اما في المسجد أو اغلبها في البيت .. حتى طال علينا الامد فقست قلوبنا و كثير منا امتهن الفسق و الفجور و العياذ بالله .. .. متى تختلط الموازين ؟ متى نفقد البوصلة ؟ متى يختلط عندنا الحق و الباطل ؟  الجواب هو كالتالي :

الرعونة و الخفة و العجلة والاعتداد بالنفس و الانتماء الذي يكون من ورائه حب مغنمة والوهن اذا اصاب النفس وهو حب الدنيا و كراهية الموت .... أمراض نفسية عويصة .. الانفكاك منها يستلزم مجاهدة و جلدا ..سماها القرآن الكريم ب " العقبة " وفي سياق وصفها جعل منها عقبات أولها فك الرقاب من أسرها .. وكل الامراض التي سبق ذكرها تدخل في هذا الباب .. يأتي بعدها الاطعام اي الانفاق يبدأ بالمال و ينتهي بالنفس ..فوالله ان لم نتصدق ولو بالقليل مما عندنا فلن نتصدق حينما يصبح عندنا الكثير و هذا هو الجبن بنفسه فقد قال السابقون ان البخيل لا يكون الا جبانا  و ان الكريم لا يكون الا شجاعا ..الم تسمع الى حبيبك صلى الله عليه وسلم وهو يتعوذ من الجبن و البخل وقد قرن بينهما .. و حينما تحدث القرآن الكريم عن الجهاد جعل الجهاد بالمال هو الاول الا في موضع واحد سبق فيه الجهاد بالنفس حينما قال عز من قائل : ان الله اشترى من المومنين أنفسهم و أموالهم ... فان كانت لك نفس شحيحية على المال فاعلم انها اعتى و أشد اعدائك عليك ضررا .. الم تسمع الى قول الله عز و جل : و من يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون .. فوالله لا فلاح لك و انت ما زلت تبخل عن دعوة الله بالمال و النفس ..

Commentaires

Articles les plus consultés