حكمة المرور في مستشفى المجانين لسنة و نصف



كما هو معلوم فبعد كتابة رسالة “الاسلام او الطوفان ” من طرف الاستاذ عبد السلام ياسين الى ملك المغرب الراحل الحسن الثاني .. زج بالاستاذ عبد السلام ياسين في مستشفى الامراض العقلية لمدة سنة و نصف تقريبا .. وقد حاولت ان اتدبر في هذا الفعل الذي أذن الله به — و الله لا يأذن في فعل لعباده الصالحين الا اذا كان فيه حكمة بالغة — ويبدو و الله اعلم انني قد عاينت بعضا من الحكمة التي تحيط به .. عاش الرجل — رضي الله عنه — بين المجانين لسنة و نصف تقريبا .. ماذا كان يفعل .. تصوروا معي لو ان احدا منا نحن الضعفاء مر بهذه التجربة كيف كان سيكون حاله ؟؟؟  غير ان ما رشح عن الرجل و ما عرفناه عنه أنه كان لا يفتر عن العبادة و قراءة القرآن الامر الذي لا يفصله عن مواساة الناس .. كل الناس .. ولنتصور معا ماذا كان يفعل اثناء مكثه بين اناس فاقدين للعقل ؟؟ ذأب الرجل على تقسيم وقته بين العبادة من صلاة و صيام و قيام و طلب للعلم وكتابة و تأليف … يقسم كل ذلك على الاوقات بما يتناسب و طبيعة النشاط .. لا شك انه كان للرجل وقت يلتفت فيه الى من حوله ليواسي و يرمم ما استطاع .. مع العلم ان جل الامراض النفسية على البسيطة اليوم هي نتيجة الابتعاد عن منهج الله القويم .. نعم ..لقد كان تدريبا عمليا أذن الله به للرجل — كما كان الشان بالنسبة للانبياء في رعي الغنم — حتى يستأنس بالصبر و الرحمة و التؤدة و الحلم على كل من سيجهل عليه و يؤذيه و يتهمه و يحمل عليه و سيبه و يتطاول عليه  و هو بين الاصحاء .. وكذلك كان .. فقد كان يدعوا لمن سجنه و عذبه في اهله و رمى به بين احضان المجانين و المصابين بامراض السل .. كان يدعو له بالخير ويزجر من يسيئ الى سجانيه .. روح عالية ارتبطت بربها ارتباطا وثيقا .. رضي الله عنك سيدي عبد السلام و رفع مقامك الى جوار حبيبك محمد صلى الله عليه و سلم .

Commentaires

Articles les plus consultés