التدرج ....من الدرج الصاعد و قد يهوي الى القعر البعيد..؟؟؟
التدرج ....من الدرج الصاعد و قد يهوي الى
القعر البعيد..؟؟؟
عندما تولى هارون الرشيد خلافة
المسلمين أرسل رسالة الى العالم الجليل سفيان بن سعيد المعروف بسفيان الثوري قال
فيها
" من هارون الرشيد امير المؤمنين الى أخيه في الله سفيان
بن سعيد .. أما بعد .. فقد علمت أن الله قد قلدني هذه القلادة ولولا ها لجئتك
حبوا وقد جاءني العلماء فأغدقت عليهم
الأموال .. فإذا جاءك كتابي هذا فالعجل العجل . فلما دخل رسول هارون الكوفة سأل عن
سفيان بن سعيد فأشاروا الى المسجد .. دخل الى المسجد فلما رآه سفيان قال : أعوذ
بالله وقام الى الصلاة و لم يكن الوقت وقت صلاة ..فلما فرغ منها تناول الخطاب بكمه
وناوله احد تلامذته و قال اقرأ علي.. فلما فرغ من القراءة قال لتلميذه اقلب الورقة
و اكتب على ظهرها ..فقال له أحد تلامذته : يا امام انه امير المؤمنين فهلا كتبت له
في بيضاء نقية .. قال الامام : اكتبوا على ظهرها فان كان اخذها بحق ترجع اليه وان
كان أخذها بباطل لا تبقى معنا تفسد علينا أمر ديننا .. " من العبد سفيان بن
سعيد الى العبد هارون الرشيد المغرور بالآجال الذي سلب حلاوة الايمان و لذة قراءة
القران .. اما بعد .. فقد اعلمتني ومن معي من اخواني انك اغدقت المال على العلماء
..فهل رضي بفعلك فقراء المسلمين ؟ هل رضي بفعلك الايتام ؟ هل رضي بفعلك الثكالى
؟ كيف بك يا هارون اذا جيء بك يوم القيامة
ويداك مغلولتان الى عنقك لا يفكهما الا عدلك و انصافك ؟ فاتق الله واحفظ محمدا في
رعته واعلم انني لن اجيبك بعدها و السلام " فحمل رسول هارون الجواب و كانه
تأثر بالموعظة فمر على السوق و باع لباس العسكر ...ثم دخل على هارون فقرأ عليه
الرسالة ..فلما فرغ قامت حاشية السوء تقول : لقد تطاول عليك سفيان و تجرأ فهلا
نكلت به ..قال هارون : المغرور من غررتموه بدنياكم و الشقي من جالستموه ..قوموا
عني فان سفيان بن سعيد أمة وحده .
ما ضاع الحق حتى لم
يبق هناك أمثال سفيان بن سعيد رضي الله ... حينها تجبر السلطان وعادت حاشية السوء-
بعدما تناسلت تناسل الجراد - لا تجد لها مكانا بالقرب من السلطان ..فطفقت تنعق من
بعيد وتتنافس في الصاق نعوت الله جل و على بالمخلوقين .. ففسدت القيم واختلط الامر
على العامة و احتار اصحاب الالباب بمن
يبدؤون وبمن يعيدون .. ان الله سبحانه هو المبدئ المعيد ... وصار كلما حدثت عاميا
عما أصابنا قال : " اوا اللهم هاد الشي و لا داعش" وكأن الله سبحانه لم
يخلق الا "هاد الشي" و "داعش" ليس لهما ثالث وليس بينها
وسط .. انه الاستحمار ايها السادة .. انه
الغباء .. انها السنون و العقود قد فعلت فعلتها حتى اصبح موقف العالم الجليل سفيان
بن سعيد مستهجنا العامة .. . في أجمل
الحالات .. يقول لك العامي : التدرج ....
لا يستدعي هذا المصطلح إلا ليلبس موقفه المتردي لبوسا من التحضر ... عذرا ايها
السادة ان التدرج سنة من سنن الله في الكون ولازمة للتغيير لا تحيد .. لكن لا
ينبغي ان نستنسخها ليبقى لها الاسم وتهوي بنا في دركات التردي والقهقرة ... للحديث بقية
Commentaires
Enregistrer un commentaire