من
الطارق
كان رجلا شهما صاحب مبادئ قوية لا يخاف
في الحق لومة لائم .. سعيدا في بيته سعادة عارمة ..محترما ومهابا من الناس جميعا
.. ذات ليلة سمع طرقا خفيفا على الباب ..لم يعتد ان يأتيه احد في مثل ذلك الوقت
..كان الجو ممطرا و الليل حالك السواد .. ارتعشت زوجته لما سمعت طرق الباب فهدأ من
روعها وذهب ليرى من الطارق ..وجد شخصين يلبسان معاطف سوداء ويحملان مصابيح ذات ضوء
خافت .. فقال هل من مساعدة ؟ قال احدهم
ناظر الامن يدعوك .. قال الم يكن حري به ان ينتظر للصباح ؟ قال انها الاوامر
.. مال لأهله وطمأنهم وارتدى ملابسه فغاب
في حلكة الليل وهو يلتفت ينظر الى زوجته
التي كانت ترقبه من النافذة ولم تبرح النافدة على امل ان تراه ينبعث من الظلام
بعدما غاب فيه .. انتظرت حتى الصباح وقد بلغ منها القلق مبلغا كبيرا.. ثم انتظرت
حتى المساء .. ولم تجد بدا ان تذهب الى مخفر الشرطة ولم تكن تفعل ذلك من قبل..
وكانت المفاجئة صادمة حين قيل لها ان ليس لديهم اي علم بالأمر .. وقام اليها رئيس
الشرطة يستفسر الامر وهو يقول ..انه رجل شريف ولن يستقر لنا قرار حتى نعرف مكانه
.. اطمئني سيدتي و عودي الى بيتك فالأمر امرنا الان.. عادت الى السيدة المحترمة
الى البيت ومشاعر القلق و الخوف على زوجها تكاد تقتلها ...ومرت الايام والأسابيع
دون جدوى .. وبعد ما يقرب من ثلاثة اشهر وبفضل التحريات عثروا على جثته في قاع
بركة بعدما اثقلوها بالحديد .. فجاء الحاكم الى زوجته وأولاده وقدم لهم ما يلزم من
التعازي قائلا : لن نترك الجناة ابدا وسنقتص
للفقيد الغالي .. ان كان قد مات فانا اب الابناء من بعده ..احميهم وأرعاهم بمثل ما
كان يفعل الفقيد ... فانطلقت الالسنة بالدعاء
للحاكم
لكم الله اهل الفقيد وأهل كل مظلوم ..يقتلونكم
ليرتاحوا من عبء طهارتكم ثم يسرقون الدعوات الخالصة من افواهكم الطاهرة .. خرجت من
افواه طاهرة بريئة لا تعلم الغيب غير ان غايتها الى من يعلم الغيب في السماوات
والأرض.
مقتبسة عن قصة لولي الدين يكن
Commentaires
Enregistrer un commentaire