الثقة بالله......رصيد وأي رصيد

الثقة بالله......رصيد وأي رصيد
                      تعلقت أعين الانسان في طفولته الغابرة بآلهة متعددة تشترك جميعها في عنصر القوة .. مثل الرعود و البروق و الشمس و البراكين... انه ضعيف أمام قوى الطبيعة... من أول لحظة شعر بالحاجة للحماية من أجل ذلك اتخذ له الهة يعبدها ويقدم لها القرابين .. الان هو أضعف مما كان عليه في الغابر رغم ادعائه القوة .. كان في ما مضى يقاتل قوى الطبيعة الجبارة .. اليوم يقاتل مخلوقات أضعف ما تكون .. يقاتل خلايا مجهرية أكثرها فتكا بالإنسان أضعفها على مستوى البنية و التركيب .. فيروس السيدا اكثر هذه المخلوقات المجهرية شراسة ضد الانسان في حين يعتبر اضعف المخلوقات المجهرية و الأكثر هشاشة على الاطلاق :  اذا وضع في الهواء الطلق يموت على الفور على خلاف مع كل الفيروسات الاخرى ...   

                     الخوف و القلق و الجزع و الاضطراب ... تجد لها مسلكا سالكا الى من يعتبر المرض و المصائب و الكوارث والشيخوخة و الموت والعجز... أشباحا ومصيرا مخيفا و مرعبا يتربص بالإنسان ليجهز عليه ويرديه ... حدثني ثقة أثق به كما أثق بنفسي قال : كنت فيما مضى من الاعوام اتوجس من النوم منفردا حيث تهجم علي افكار و هواجس تكاد تذهب بعقلي الشيء الذي اضطرني في كثير من الاحيان  ان أترك الفراش و أخرج من البيت أهيم على نفسي علني أرتاح من هذه الكوابيس ... استمر الحال أعواما طويلة .. قرأت القران فوجدت فيه أن  ابليس أقسم ألا يترك بني ادم وسوف يأتيه من بين يديه و من خلف وعن يمينه و شماله .. وواصلت البحث في المسألة فقيل لي انه الشيطان ... وفي ليلة من الليالي حيث كنت منفردا في بيتي تكررت المسألة وهجمت علي هواجس غريبة ولم يعد  للنوم الي سبيل .. حينها تذكرت حديثا لرسول البشرية جمعاء عليه الصلاة و السلام وهو يخاطب الهلال مع أول ظهور له ويقول : اللهم أهله علينا باليمن و الايمان و السلامة و الاسلام ربي وربك الله ... وسرعان ما تبادر الى دهني هذه الفكرة : من خلقني ..الله و من خلق الشيطان .. الله .. وكنت أحفظ جيدا قول الله عز و جل : قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا .. واستجمعت قوتي و جلست على سريري وقلت بصوت مرتفع : أنت أيها الشيطان .. نعم أنت وأنا ربنا واحد أليس كذلك .. ولن تصيبني بسوء الا اذا أذن لك الرحمان بذلك .. وانا أعلم أن الله سبحانه لا يكتب على عباده المؤمنين الا ما هو في صالحهم و ان بدا في الظاهر سوءا ...فافعل ما شئت فو الله لن اعيرك اهتماما بعد اليوم .. قال و هو يسرد القصة باعتزاز المنتصر .. ومن تلك اللحظة اصبح النوم منفرا بالنسبة لي فرصة قليلا ما تتكرر اشعر فيها بمعية الله جلت قدرته وبسعادة لا أجدها في الملأ .  انتهت قصة صاحبنا .. وأما بالنسبة لي فقد أيقنت أن كل الماسي التي يعاني منها الانسان انما هي نتيجة حتمية للبعد عن الله وعدم استشعاره في كل حياتنا الدنيوية .. اللهم ارزقنا معيتك يا أرحم الراحمين 

Commentaires

Articles les plus consultés