" من أعالي التاريخ نتحدث "
" من أعالي التاريخ نتحدث " .
كلمة قالها رجل و اي رجل .. يريد منا أن نتعالى على الصراعات المذهبية .. و أن
نؤثل لزماننا ما أثل السابقون رحمهم الله لزمانهم .. لا يريد منا أن نبقى حبيسي الاحكام
السلطانية و الفتاوى التي شرعت للطغيان اجتهادا منهم و حفاظا - كما قالوا رحمهم
الله - على بيضة الاسلام ... فلا الزمان زمانهم و لا المكان .. ..فلنطرح الان
سؤالا عريضا جريئا فصيحا صحيحيا لماذا يلجأ البعض -- نحسبهم مسلمين يقينا -- الى
تبرير الظلم ويأتون له بألف عذر و عذر رغم أن الحق أبلج لا يحتاج لأي تبرير ..
عنونت هذه المقالة ب : من أعالي التاريخ نتحدث .. عنى صاحب المقال الاصلي بها
مرحلة النبوة و الخلافة الراشدة .. المنارة الخالدة .. لماذا نبرر الظلم دونما
الرجوع الى ما قاله الله عز من قائل و ما قاله رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
أليس فيهما البلسم الشافي لكل الماسي التي تحياها امة رسول الله .. أم أصبح من
الظروري -- حين الرد على الغير -- أن نتلمس كل طريق و نسلك كل زقاق الا طريق الله
و رسوله .. بل هناك كثرة كاثرة من عشاق الردود السريعة لا يلجؤون الا الى تنميق
الكلام سالكين في ذلك أساليب التحليل المادي للتاريخ .. فالمسألة عندهم لا تعدو ان
تكون صراعا ايديلوجيا او سباقا نحو المناصب واتهام الاخر بتبييت النية من اجل
افشاله و تنكيص تجربته .. وهنا افصح : ان كان يقصد ان جماعة العدل و الاحسان تريد
افشال التجربة الواهية فهو يعطي لنفسه - فعلا - مكانة ما .. لان جماعة العدل و
الاحسان لا تعتبر اطلاقا ما يحصل تجربة لان الجماعة و بكل بساطة سبق لها وان تنبأت
بكل النتائج التي تحياها ما يسمونه بالتجربة الحالية قراءة للواقع و ليس رؤيا في
المنام .. كما قرأ ذلك غيرها كما قرأت .. أنا أعلم علم اليقين ان الكثير ممن
يكتبون و يبررون و يتهمون... لم يطلعوا ولو مرة في حياتهم على ادبيات العدل و
الاحسان .. ولو انهم فعلوا ما قالوا ما قالوا .. يتحدث اخواننا عن انجازات بنكيران
و يعدون و يفصلون .. حينما اقرأ ذلك يتباذر الى الدهن قول الشاعر الفحل في صنعته :
و تعظم في عين الصغير صغارها ..
جماعة العدل و الاحسان تصبوا لتحرير الانسان .. كل انسان الذي لم يزداد الا
ضنكا .. عملا متعمدا من الدولة العميقة -- نعلم ذلك -- لتشويه اي عمل يصدر عن
ملتحي -- نعلم ذلك حقيقة -- و نؤاخذ اخواننا -- وقد صرحوا هم كذلك بمعرفة ذلك --
ماذا يفعلون في مكان لا سلطة لهم فيه و يتحملون تبعات كل فعل قبيح .. فلنعد
اخواننا الى اعالي التاريخ .. و هاك في النهاية قولة صحابي و رد من الحبيب المصطفى
صلى الله عليه و سلم :
بلغنا السماء مجدنا و سنانا ........ و انا لنبغي فوق ذلك مظهرا
فقال الحبيب صلى الله عليه و سلم : الى اين يا ابن ابي ليلى ؟ قال رضي الله
عنه :
الى الجنة بك يارسول الله .
Commentaires
Enregistrer un commentaire