حياة الانسان فوق هذه الارض هي مجموعة من الاخفاقات و النجاحات
حياة الانسان فوق هذه الارض هي مجموعة من الاخفاقات و
النجاحات المرتبطة اساسا بمدى قدرته على التعامل مع مقتضيات الحياة بشكل ايجابي او
سلبي اي بمدى قدرته على التصرف وفق القوانين التي تنتظم الحياة على اساسها .. هذه
القوانين صارمة .. دقيقة في مبناها م ومعناها .. مصممة على قاعدة حركية الانسان
وانشغالاته و حاجاته .. التعامل معها لا يترك مجالا للصدفة .. هذه القوانين التي
تعمل على ايقاع الزمن هي من يتحكم في تسلسل مستويات الهدف و ترابطها ..واذا عدنا
الى عامة الناس فمن الناذر الناذر ان تجد من بنى حياته على تحديد الاهداف مع ادراك
ارتباط مستوياتها ولنضرب لذلك مثلا:
قرأت مؤخرا في كتاب : " النجاح رحلة " لمؤلفه
جيفري جيه ماير ما يلي : ( واني
اتمنى ان تعطى اهمية بالغة لما تم تمييزه و التسطير تحته )
الصفات التي يتميز بها الناجحون :
1- لديهم حلم : فهم يحددون اهدافهم ولا يقدمون
الاعذار بسبب عدم قيامهم بشئ ما,
2- لديهم طموح : على استعداد لان يقوموا بكل ما يتطلب العمل من
جهد,
3- لديهم دافع قوي لتحقيق شيئ ما : ويغمرهم الشعوربالرضى عندما
يستكملون مهمة ما,
4- يتمتعون بالتركيز : يركزون على الاهداف ولا تشغلهم صغائر
الامور,
5- يتعلمون كيف يحققون ما يريدون, ....
ثم يردف الكاتب في نفس الكتاب قائلا : "
ان النجاح ليس هو الهدف النهائي الذي تدور حوله حياتنا بل ان الهدف الفعلي هو
الاستمرار في النجاح و الاستمرار في تطوير العمل".
وهنا لا بد من ملاحظة أولية مرتبطة بما تم
تمييزه و التسطير تحته :
تم ذكر هدف – طموح – حلم – دافع قوي – تحقيق
الارادة .... غير أن السؤال الذي يطرح نفسه و نطرحه من منطلق الغايات البعيدة
لوجود الانسان هو عن ماهية الهدف و الطموح و الحلم و الدافع القوي الذي يلتمسون
منه شحن الانسان بالطاقة اللازمة حتى يتسنى له التفوق و النجاح و تحقيق الاهداف و
الطموحات ... صحيح أن هذه الاجراءات قد اثبتت نجاعتها في انتشال من تعاطى معها من
المجتمعات الغربية من اليأس و القنوط و الاكتئاب و غيرها من الامراض النفسية ..
يسعفنا في هذا المقام كتاب الباحث الامريكي الشهير "ديل كارنيجي" " دع القلق و ابدأ الحياة " حيث ادعت
بعض الصحف الامركية أن الكتاب المذكور يأتي في المرتبة الثالثة من حيث المبيعات
بعد القرآن و الانجيل .. و في اعتقادي أن هذا الادعاء غير مستغرب و كل الترجيحات
تفيد انه قد يكون صحيحا نظرا لطبيعة الكتاب الاجرائية و للمرحلة الزمنية التي جاء
فيها. و يمكن اجمال ما جاء به الكتاب في جملة واحدة : اشغال الانسان بأعمال نافعة
حتى لا ينشغلوا بالتفكير في المصائب
والمرض و الشيخوخة و التقاعد و الموت ... كانت النتائج باهرة و انتشر الكتاب
ابتداء من عقد الستينات و حتى الان انتشار النار في الهشيم .. كانت الغاية من
الكتاب اذن هو اشغال الناس بأمور دنيوية محضة حتى لا يجدوا متسعا من الوقت ليفكروا
في المصير بصفة عامة .. ومن وجهة نظر اسلامية فقد جاء الكتاب ليجعل حاجزا كثيفا
بين الانسان و مصيره الاخروي ..
Commentaires
Enregistrer un commentaire