هل تستقيم الحياة ؟؟

هل تستقيم الحياة ؟؟


فان كوخ أحد عمالقة الرسم الاوربيين (1853-1890) هولندي الاصل .. كانت له لمسات ساحرة .. رسم مرة لوحة  يوحي مشهدها بحرارة قاتلة تلهب فلاحا أثناء الحصاد .. لوحة قال من خلالها ما لا تستطيعه الكلمات .. عبر عن الموت بالمنجل و عن الناس الحيارى بالسنابل الممتدة على مد البصر وعن ازمته الوجودية — التي كانت سببا في قطعه اذنه – بالحرارة القاتلة التي تلهب نفوس الناس لا مفر لهم من لهيبها .. نظر المسكين الى الحياة الدنيا من خلال الفراغ الروحي الذي كان يصليه العذاب .. لا خبر له عن الاخرة و انا لرجل عاش في عالم الفراغ .. هل تستقيم الحياة من خلال نظرة كوخ ؟ رسم الرسول الاكرم صلى الله عليه و سلم لوحة على الرمال : اطار مغلق محدود .. فذلك الأجل الموعود القريب ..لم يترك فجوة في الجدار .. وخط طويل ينطلق من وسط الاطار المغلق ويخترق الجدار رغم انفه .. بل ارغمه الله عز و جل اذ جعل في الكيان الفاني : جسد الانسان من يدله ان جوهره من مناك حيث الخلود : أمله الممتد الى ما وراء الشهادة .. لم يستطع كوخ ان يرسم هذا .. و رغم كل السبل التي رسمها في لوحاته الشهيرة و التي تباع اليوم بملايين الدولارات – هوس بالفراغ حيث توارى الذوق السليم وراء الجشع الرأسمالي الحيواني – لم يجد له سبيلا واحدا يفر منه الى سعادة تائهة هائمة سائحة لم تلن لها لائنة الخضوع .. لم يتجاوز كوخ اطار لوحاته ..لم يتجاوز الاطار ولو انه فعل ما قطع أذنه .. وبذل أن يجهم وجه الفلاح المسكين الحاصد السنابل ذات اللون الاصفر الذي يصر الناظرين .. جعل السعادة على وجهه و محياه حيث تعب السنة الطويلة قريبا ينال. كان أمله في لوحاته ولم يكن في غيرها من أجل ذلك وكل ( برفع الواو) للوحاته… ربنا عليك توكلنا و اليك انبنا و اليك المصير.

Commentaires

Articles les plus consultés