أنا الوسط ...... عن يميني متطرف ... وعن شمالي عدمي
أنا الوسط ...... عن يميني متطرف ... وعن
شمالي عدمي
قال القدماء من غير المسلمين -- طبعا -- أن
الأرض هي وسط الكون .. فلما قال بغير ذلك جليلي وقال أن الارض هي التي تدور حول
الشمس قتلوه .. ونحن الآن أيها السادة ما
زلنا نبحث عن الوسط ... قال عز من قائل : و كذلك جعلناكم أمة وسطا .. قال السادة
المفسرون : الوسط في الاية يعني العدل .. فالعدل ايها الكرام يتوسط الظلم و التسيب
كما تتوسط الشجاعة الجبن و التهور و كلا طرفي الامر ذميم ... فما الالة المنهاجية
التي تسعفنا في تحديد الوسط حتى لا يكون مصيرنا كمصير جاليلي ... ومن أجل تجنب
مصير جاليلي .. هل يصح لنا أن نتخذ أي وسط و كيفما اتفق ؟؟؟؟ بمقياس أصحاب الزمن
الحالي الرافلين البادخين الجالسين على موائد السلطان و الحكم فان الامام أحمد و
الامام مالك و الفصيح النصيح العالم سعيد بن جبير و العلم سفيان بن سعيد الذي رفض
في عزة ووقار منقطع النظير هدية الملك – كما عرف العصر سيد ولد ادم عليه الصلاة و
السلام – هارون الرشيد وقد ديل رسالته للملك قائلا : كيف بك يا هارون اذا جيئ بك
يوم القيامة ويداك مغلولتان الى عنقك لا يفكهما الا عدلك و انصافك – عن العدل و
الوسط نناطح -- بمقياس هؤلاء فان كل الذين
ذكرناهم و غيرهم كثير كثير كلهم عدميون لسبب بسيط أنهم لم يجاروا حكام عصرهم ولم
يقبلوا بقواعد اللعبة المحددة سلفا المفصلة على هوى الحكام العابثة بالدين و
الاخلاق ... غيرهم من علماء ذلك العصر
قالوا بطاعة اولي الامر حفاظا على بيضة الاسلام .. وهل بقي اليوم للاسلام بيضة الا نتفا من أحوال شخصية صال فيها الهدم و
ما يزال.. قالوا وقالوا .. يحتكرون الوسط .. وهل من الوسط في شيئ السكوت الواصل
الى حد التواطء عن فضيحة " موازين " و التي خجل منها حتى الشيطان ؟؟ أم
أنها السياسة ؟؟ هل من الوسط تكسير جماجم رجال ونساء الغد المنتظر منهم تربية
أبنائنا على مبادئ وقواعد الوسطية الاسلامية ؟؟ هل من الوسط الابقاء على ترف و بذاخة
و قورنة -- نسبة الى قارون ان صح هذا
التعبير الذي ينم عن نار تحرق صدري – مصاصي دماء هذا الوطن و الانقضاض على ما فضل من فتات
لمنكوبي هذا الشعب تنقيصا و تبخيصا ؟؟ هل من الوسطية في شيئ الزيادة في أسعار قوت
الضعفاء في الوقت الذي يتم الابقاء فيه على كل الامتيازات التي يحظى بها أهل
الحظوة ... والله لقد انقطع مني النفس وبدأت أشك في القياس و القرطاس .. هل هؤلاء
ناس ..يفكرون كما يفكر الناس أم بي من الجن مساس ؟؟ لقد اعتدت أن أعرض فكري على
كتاب الله و كلام رسول الله .. هما الأس و الأساس .. هما الملاذ .. لا الاه الا
الله محمد رسول الله .
Commentaires
Enregistrer un commentaire