عدلت يا عمر ….

عدلت يا عمر ….

معادلة الامن و الظلم او العدل و الخوف مما ينبغي ان نقف عندها مطولا … من كتاب ربنا ننطلق .. قال الحق سبحانه : الذين آمنوا و لم يلبسوا ايمانهم بظلم أولائك لهم الامن و هم مهتدون . صدق الله العظيم … لم يكتف رب العزة و الجبروت بمنحهم الامن —  اعني الذين أمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم — بل وصفهم بالهداية ايضا ..
لاحظوا معي جيدا — لهم الامن — .. الامن اصبح ملكا لهم قبل غيرهم .. هؤلاء المؤمنون الذين لم يلبسوا ايمانهم بظلم .. شهادة من رب العالمين انهم مؤمنون حقا .. و الى جانب هذا الايمان الحق أضافوا اليه بعض الظلم .. و كلمة يلبسون لها من الاسرار الشيئ الكثير .. و لنجسد الان : ايمان على هيئة مشيئة يرتدي بعضا من ظلم — فالحق قال : بظلم ولم يقل بالظلم لان  الايمان الذي شهد به المولى عز و جل منع من الحديث عن الظلم المعرف ب”أل” العهدية ..  اي الظلم المطلق .. و أقرب مثال للادهان :  حاكم  مؤمن سرعان ما يستعر منه الخد و يزمجر و يظلم … أو حاكم يجهز الجيوش و ينظم الصفوف .. نيته في ذلك نصرة الاسلام .. غير انه يضيق على العلماء و الصالحين و الدعاة بدعوى انه يعمل لصالح الاسلام … هؤلاء و رغم ما رأينا حرمهم الله من نعمة الامن و الهداية ..لان الظلم ظلمات يوم القيامة … ولنأتي الآ الى زماننا الحالي لنطلع على أحوال حكام المسلمين … هل هناك حاكم مسلم واحد يستطيع ان يتجول لوحده في اي مكان من بلاده ؟ هل هناك حاكم مسلم واحد ينام دونما حراسة مشددة ؟ هل هناك حاكم مسلم واحد اقتسم الارزاق مع شعبه بما يرضي الله ؟ …..؟؟؟  قال قائل : رحم الله عمرا .. كان يتحكم في كيفية جلوس الولاة مع الرعية و هو في المدينة لم يبرحها .. .. هل نطلب من الحاكم ان يحصل دهاء و حكمة يستطيع من خلالهما ضبط كل الامور حتى لا تعثر بغلة في اي مكان من البلاد … هذا ليس وارد .. ولم يكن واردا في اي زمان او مكان .. اما قولة عمر الشهيرة فهي توحي بما حباه الله عز و جل من وجل و خوف  مراقبة لمولاه سبحانه و تعالى .. واذا استنطقنا احوال حكام المسلمين الان ماذا نجد  : خوف من الرعية .. تجييش الجيوش و تسليحهم و تسليطهم على ابناء الوطن كما يقع الان في مصر وسوريا والضفة الغربية …. تكديس الاموال و تهريبها الى خارج البلاد خوفا من المجهول .. و قد كان بعض المجهول الربيع العربي .. و هذا حال كل الحكام المسلمين تقريبا .. تشكيل اللوبيات و تقريب اصحاب النفوذ و اطلاق ايديهم للعبث بمقدرات البلاد .. و هذه ايضا حالة تكاد تكون عامة … الانبطاح أمام الانظمة الغربية على حساب ابسط مقومات الحياة الكريمة للمواطنين .. و قد ابان الربيع العربي عن كثير من الامثلة في هذا الباب… تشكيل احزاب كارتونية كركوزية وظيفتها التعمية و اخفاء الجرائم و المناكر و تزييف الواقع الموبوء و بالتالي تأبيد الفقر و القهر و الجوع و الامية و الحكرة و الامية … و العمل بكل جدية حتى يرضى الشعب المقهور بكل هذه الطوام  .. ومن وسائل التعمية و سحر اعين الناس الانضمام للجوقة العالمية المحذرة من وحش كاسر و غول قاهر ماكر اسمه  الارهاب .. وحدث بعد ذلك عن الاجراءات الاحترازية و الاستثنائية و حالة الطوارئ ..ثم الانضمام اللامشروط للوبيات الى الجوقة العالمية الصانعة للارهاب الراعية له خوفا على الامتيازات .. وبعدها يساوم ( رفع الياء و فتح الواو ) الفقير المعدم حتى على ما يبقيه حيا … و الآ’ هيا بنا انا و انت نبحث عمن يشعر بالامن فعلا …

Commentaires

Articles les plus consultés