من مات قامت قيامته

طال الامد على بني اسرائيل فقست قلوبهم .. قست بمعنى تحجرت وتجمدت على الظلم و الجور و الفساد .. طول الامد سبب ظاهري .. أما السبب الخفي فهو الاستعداد القبلي للظلم و الطغيان و الانغماس فيه زد على ذلك الاملاء و الامهال من رب العالمين ..فارتكبوا من الفواحش ما لم يرتكبه أحد من العالمين .. فكان الخسف و الاخذ من عزيز مقتدر .. ذلك هو الخسران المبين .. في زماننا هذا انطبعت النفوس بتمثل من قوة استيعابه و بداهته الماكرة قل من يراجع فيه النظر ليدرك أنه هاجس قاتل ماحق ماكر غادر يوشك أن يقدف بجل البشرية في نار وقودها الناس و الحجارة .. كي فذلك ؟ أصبح مركوزا في نفوسنا بديهية الامد الطويل .. آخر نبي عليه السلام جاء مند ما يزيد عن 14 قرنا .. لم تقم الساعة ولن تقوم غدا او بعد غد او حتى بعد مائة سنة .. هذا احساس خفي يورث الترهل و الدعة و الركون الى الدنيا على اعتبار أن يوم القيامة بعيد جدا جدا جدا .. فلا بأس ان نسرح و نمرح .. احساس يكبس على النفس الغافلة ... بعد موقعة بدر جمع الرسول صلى الله عليه وسلم قتلى المشركين في قليب ثم قال : يا بني شيبة و يا بني ربيعة و يا بني فلان و يا بني فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقا فوالله لقد وجدت ما وعد ربي حقا .. .. وفي احدى الغزوات قال احد الصحابة لرسول الله و كان في يده ثمرات : هل بيني وبين الجنة أن تزهق روحي ؟ قال صلى الله عليه و سلم : نعم بينك و بين الجنة أن تزهق روحك .. فقال الصحابي : بخ بخ ان بقيت حتى آكل هذه الثمرات ... ونقرأ جميعا قول الله عز و جل على لسان ذلك الرجل الذي أتى داعيا من أقصى المدينة فقتله قومه فنادا من وسط الجنة قائلا : يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي و جعلني من المكرمين .. وهناك الكثير من الشواهد تفيد أن لا زمن هناك و انما الامر أسرع مما يتصور اي مخلوق .. وقوفك بين يدي ربك متوقف على خروج روحك .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من مات قامت قيامته ..صدق رسول الله. 

Commentaires

Articles les plus consultés