لهذه الأسباب لقب الأستاذ عبد السلام ياسين ب :  الامام المجدد .. الحلقة الثالثة
من لم يقرأ للامام أو قرأ له بغير فهم فسوف يظلمه لا محالة ..

أسس الاستاذ عبد السلام ياسين جماعة العدل و الاحسان – ويا لروعة التسمية – بعد أن أعيته الحيلة و الوسيلة في تجميع فضلاء هذا الوطن على كلمة سواء .. عذرهم في ذلك أن الرجل أعزل من رهط يسانده أو لعله طالب رئاسة .. وهم معذورون في هذا الاتهام على اعتبار أن فكر الحركات الاسلامية على امتداد العالم الاسلامي لم يعد يجعل له هدفا الا الحكم من منطلق أن الله عز وجل يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ..( كلمة قالها الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه مظروفة بظروفها و أسبابها) .. حيث خاضت معارك سياسية مريرة على طول خارطة العالم الاسلامي .. خرج الاستاذ الى العلن ينادي بأعلى صوته ها هنا منهاج رسول صلى الله عليه و سلم حيث نصب تربية النفس و تزكيتها على عرش مبادئه و مشروعه .. وهنا يبرز المنهاج النبوي في أزكى تجلياته : التربية ثم التربية ثم التربية .. مستلهما من سيرة الحبيب الذي حوصر -- وهو النبي الاكرم على الله عز و جل – في شعاب أبي طالب لثلاث سنوات طوال .. تساقط من تساقط ومرض من مرض و مات من مات .. ماتت دعامتان اجتماعيتان ظن المشركون عندها أن محمدا قد أصيب في مقتل : عمه أبو طالب وزوجه خديجة رضي الله عنها .. أراد الله العلي القدير – حين اقتضت حكمته ذلك – ألا يعتقد معتقد أن نصرة الاسلام كانت من جانب فلان أو علان بل كانت من طرف الملك الديان سبحانه و تعالى .. فأين المنهاج النبوي فيما سردنا ؟ المنهاج في الانقطاع الى الله و انتهاج الاسباب الموكلة الى أعناقنا في سبيل تجديد الايمان الذي اقتضت حكمة الالاه أن يخلق كما يخلق الثوب تحفيزا لنا حتى نعشق المعالي و نركب ناشئة الليل التي هي أشد و طئا و أقوم قيلا  قياما و ترتيلا و ذكرا و تزودا .. مع الامة في السوح الواسعة بذلا و عطاء و ترغيبا فيما عند الله  وقولا للحق مهما كانت النوائب و العواقب ضاربين أروع الامثلة في الصبر و الاحتساب و الثبات على الحق تصديقا و ايمانا أن الامر كله لله جل في علاه .. أمام أمة ورثت الدعة و التثاقل الى الارض بعدما أشربت الدنيا في قلبها تحت حكم العض و الجبر الموصوف بالمصطلح النبوي البليغ أن اذا أطعتموهم أضلوكم و ان عصيتموهم قتلوكم ... كتب منهاجه و جمع اليه رهطا كريما منتقا بعناية الله الحليم الكريم ثم طفق رحمه الله يبث علمه تباعا .. بل مشروعه المتكامل المصفوف .. حسب الظروف و الاحوال .. كانت جل تآليفه معدة مصفوفة  موضوعة .. و كلما ارتئى أن المناسبة قد توفرت – و المناسبة شرط – دفع بما يناسبها مما أثله رحمه الله تعالى الى أصحابه – نسأل الله العلي القدير أن يجزل لهم العطاء أحياء و ميتين – فيطبعون و يوزعون و ينصحون و يشرحون .. انه الحمل الثقيل : حمل احياء أمة من سبات عميق .. نعم انه الصدق مع الله جل في علاه .. ثلة من خيرة أبناء هذا الوطن تشربوا مشروع الامام رحمه الله تعالى حينما اطمأنوا لصدقه و تجرده لله عز و جل .. فحملوا معه الامانة و توكلوا على الله و تزودوا بالقرآن الكريم و من الثلث المنيف من الليل و من مجالس الذكر و الفكر و التدبر و النصيحة و الرباطات تأسيا بخير الانام صلى الله عليه و سلم و صحابته الكرام الذين اتبعوه في العسر قبل اليسر و ان كان اليسر الذي حظوا به ... عندنا عسر عسير .. و صدعوا بالحق بعدما صدع به مرشدهم مند زمن طويلس و تعلمون ما كان البلاء و ما كانت الالطاف الربانية الحانية من حنان رحيم .. أعطى من نفسه – رحمه الله  --  القدوة أولا ثم كان الوفاء و الاخلاص من الاتباع و الاصباح .. أليس هذا منهاجا نبويا واقعا ملموسا منظورا لمن ألقى السمع و هو شهيد .. يتبع ان شاء الله.  

Commentaires

Articles les plus consultés