الى رفقتي في الشرعة و المنهاج ...



السلام عليكم و رحمة الله .. جاء الاسلام الى أرض الأنام .. فنزل على خير قلب .. حيث تفحص الله سبحانه قلوب عباده فوجد قلب محمد خير قلوب العباد فابتعثه لرسالته ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد صلى الله عليه و سلم فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فاستوزرهم نبيه عليه الصلاة و السلام .. ثم نظر بعد ذلك في قلوب الانام عبر الزمان و المكان فخص سبحانه كثيرا من خلقه بوراثة أفضل خلقه .. ولعله جل في علاه ينظر الآن في قلوبنا .. فهل يا ترى سيرى منها ما يرضيه منا فيجعلنا وزراء لأوليائه حيث قضى بعضهم و بعضهم ما زال ينتظر و ما بدلوا تبديلا .. جازا الله مرشدنا عنا بما هو أهله سبحانه .. دخل الصحابة تترى الى الاسلام و نصحوا و صدقوا ووفوا اجزل الله لهم العطاء .. ومنهم رضي الله عنهم من تنكص و تخلف – وهم قليل جدا – عن بعض المواقع رغبة بأنفسهم عن رسول الله – بابي هو و امي عليه الصلاة و السلام – فكان الوعيد قاسيا من الله و رسوله .. و منهم من قاطعه رسول الله حتى ضاقت عليهم الارض بما رحبت و ظنوا ان لا ملجأ من الله الا اليه فتابوا و عادوا الى جادة الصواب .. عاد الاسلام غريبا كما بدأ .. قال الحبيب الطبيب عليه الصلاة و السلام : فطوبا للغرباء .. قال المدثون : الغرباء من سيخرجون الدين من غربته .. طوبا لنا معشر الاخوة أهل الشرعة و المنهاج ان قبلنا بالعهد الذي قطعناه على أنفسنا و تابعنا الطريق .. طريق نصرة الحق غير متوجسين ولا ناكصين و لا مرتابين .. مجالسنا ذرر و تيجان على رؤوسنا .. فيها تتنزل الرحمات .. نقتطعها .. بل نقتطع منها لحظات للتسوق و قضاء حاجات الدنيا ثم نهرع اليها .. هي الملاذ و هي المنطلق .. نستمطر فيها رحمات الالاه سبحانه و نستمد فيها العون منه جل و علا ثم نثب الى الخلق ..كل الخلق بالرحمة و الدعوة و العطف و اللطف و اليسر و البشر و طلاقة المحيا و بسط الكف و كف الأذى ... مجالسنا لها قداسة دار الارقم رضي الله عنه .. المتخلف عنها كمن تخلف – او أخر في أحسن الحالات – عن نصرة دين الحق .. قال الفاروق رضي الله عنه : اللهم  اني أعوذ بك من جلد الفاجر و عجز الثقة .. ما أشبه الامس باليوم .. ما أجلد الفجرة اليوم على فجورهم .. و ما أعجز أهل الحق و ما أقعسهم عن نصرة دينهم و هو الحق الذي لا حق بعده .. مجالسنا عصمة أمرنا .. مجالسنا وقود هممنا .. مجالسنا  زمام دنيانا  ومركبنا نحو المعالي و الآفاق .. فيها تستجمع الحكم و تستأصل النقم و ترفع الهمم .. فوالله ما تخلف منا أحد عنها الا كان ذلك مدعاة للنكوص عن الحق و في الآخرة ندامة اذ لم نماشي الركب المنيف و لم نكن من أهل الصف الحصيف.

Commentaires

Articles les plus consultés