هل يستقيم الامر هكذا : سلطة + ثروة ....... في يد واحدة

الثروة و الثراء بينها و الثرى همزة صغيرة صغيرة صغيرة .. وهي على كل حال همزة وصل بين طرفين ثقيلين يشد بعضه بعضا  ولم يسبق ان افترقا في كل تاريخ البشرية جمعاء ...:   اكتناز الذهب و الفضة و المال و انجداب كل ذلك الى الارض وهو ما عبر عنه القران الكريم في حق من يكتنز الذهب و الفضة و المال قائلا : مالكم اذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم الى الارض ... 
الانجداب الى الارض يمنع من التحليق الطليق الذي يعطي متسعا كبيرا للنظر الى احوال الناس من ارتفاع واف يمكن من النظرة الشاملة و الدقيقة و الفاحصة الى كل القضايا من اجل معالجتها ... اما الغارق في تجارته .... المنقطع الى ذهبه و فضته و امواله .. فهذا ابعد الناس قدرة على ممارسة الحكم العادل .. .... قال سلفنا الصالح و الذين خبروا الحكم و مطباته أن القاضي الذي يحكم حين يحكم و هو يشعر بضغط حزامه على بطنه أو ان حداءه يشد على رجله على غير المعتاد .. حكمه لاغ  .. ينبغي ان يعاد فيه النظر .. هكذا احترز سلفنا الصالح لهذا الامر علما منهم بخطورته و هول نتائجه ... ناهيك عن بطلان من طلق امرأته في حالة الغضب و غير ذلك .... وكم عاينا قديما و حديثا كيف يخرج الحاكم على الشاشة يهدد و يتوعد و يزمجر و يزأر فقد سيطر عليه غضب شديد ...  ممارسة التجارة و جمع المال يتنافا تماما مع اقامة الحكم العادل بين الناس كيف ذلك  ؟   
اذا كانت السلطة في يد من يسعى الى جمع المال فلن تكون قراراته الا واحدة من اثنين : اما انه سيعمل على  تحييد كل العوائق القانونية و الدستورية والتي من شأنها أن تقف في وجه تكديسه المال و اما انه سوف يتفنن في التلاعب بهذه القوانين وينصب لذلك امهر الاعوان ... وفي كلتا الحالتين فان المتضرر الاول هو الفقراء و المعدمين ... وقد فطن الخلفاء الراشدين و بعض صلحاء هذه الامة  لهذه المسألة .. فنجد سيدنا عمر يقول بعدما سمع غرغرة بطنه .. غرغري او لا تغرغري فوالله لن ـاكلي الحم حتى يشبعه سائر فقراء المسلمين. 

Commentaires

Articles les plus consultés