حقيقة " المؤامرة ":
حقيقة " المؤامرة ":
تفيد كلمة "
مؤامرة " مضمونا مضمرا .. يحاك ضد خصم ما بشكل سري و يتم تنفيدها بشكل سري
كذلك .. فأين ما يقع في العالم العربي على الخصوص من مفهوم المؤامرة ؟؟ كانت حياكة المؤامرات على أشدها أثناء الحرب
الباردة .. وكانت الدول الضعيفة – و في القلب منها العالم العربي على اعتبار ما
يمتلكه من ثروات نفطية هائلة – هي مسرح فعل المستكبرين .. و أتذكر جيدا أن هناك
الكثير من المفكرين خلال السبعينات و الثمانينات كانوا يؤكدون على أنه ليس هناك أي
حرب باردة على الاطلاق و انما كان هناك لعب أدوار .. و للاشارة فان ايران كانت
لاعبا أساسيا مع قطبي الاستكبار العالمي امريكا و روسيا .. وهناك من ذهب الى أن ما
سمي آنداك بنجاح الثورة الاسلامية الايرانية لم يكن سوى تمثيل على مسرح الحياة ليس
الا .. و الا كيف يعقل أن زعيم هذه الثورة المزعزمة كان يديرها من فرنسا : رأس
الحربة في حرب الغرب بأسره على الاسلام .. كيف يعقل أن تقله طائرة فرنسية من باريس
الى طهران ليحتفل بالانتصار الموهوم .. لا ينبغي لأي عاقل أن تفوته هذه الملاحظات
والا كان الغباء هو سمة عقلنا الغالبة .. قلت أن المؤامرة -- وفق التعريف اللغوي –
عملية سرية تحاك ضد خصم .. و تكون غالبا من طرف جانب قوي ضد جانب ضعيف .. حيث أن
قوة الاول تعطيه هامشا كبيرا للمناوة و التحكم في خيوط اللعبة ... كان هذا هو
الحاصل من طرف الغرب ضد العالم العربي لاسباب في مجملها اقتصادية .. كان توزيع
الادوار يتم بشكل دقيق بين دول الغرب بشطريه حتى يستفيدوا جميعا من منابع النفط و
تبقى دوالب الاقتصاد دائرة على الدوام .. الان ماذا استجد ؟ وكيف أصبحت تحاك خيوط
المؤامرة ؟ ... لم تعد أسبابها ذات أبعاد اقتصادية على الاطلاق .. ذلك أن بعدا آخر
دخل على الخط و بقوة كبيرة جدا .. انه بعد الصحوة الاسلامية المنظمة .. لم يعد
الركود الاقتصادي هاجسا لدواليب الاقتصاد العالمي اللعين .. بل أصبح الهاجس الاقوى
لذى الغرب الرأسمالي بشقيه يتمثل في عودة الاسلام الى أقطاره و أوطانه .. هذه ليست
استقراءات او استنتاجات .. هذه حقيقة أصبح زعماء الاستكبار العالمي يصرحون بها
علانية و تتم كل التحالفات على هذا الاساس .. ان التوافق الغريب الذي تم بين دول الغرب جميعها -- و بكل مواقعها
الجغرافية حول القبول بالانقلاب الذي وقع في مصر ضد أول رئيس منتخب بطريقة
ديموقراطية لم تشهد لها مصر مثيلا في كل تاريخها – ليختصر علينا الكثير من الجدل
لنفهم ما يقع فعلا .. كانت هناك الكثير من الانقلابات في السابق .. غير أن التوافق
حولها و القبول بها من طرف كل الدول كان من المستحيلات .. تنضاف المأساة السورية –
مأساة القرن بلا منازع ووصمة عار على جبين كل الطواغيت – لتنزع ورقة التوت عن كل
الوجوه الكالحة الخبيثة من عرب و من عجم – استغفر الله حيث أن العروبة تستغفر الله
و تتعوذ به من أن ينسب أحد اليها اجناس من بشر تعافهم الارض و السماء – نعم لقد
أصبحت ممن ينكر وجود المؤامرة ان كان يقصد بها فعل سري ضد خصم ضعيف .. لان الحقد و
العداء و المكر و ارادة الابادة و الفناء الذي تنتهجه الدول الغربية ضد الاسلام لم
تعد مسألة سرية .. يقولون في العلن أن المسألة أصبحت مسألة حياة أو موت .. لم يعد
هناك مجال لاخفاء حربنا ضد الاسلام .. أي اسلام .. فقبل أشهر قليلة خرجت علينا
ابريطانيا – و هي الدولة " النزيهة " "الديموقراطية" والتي شكلت ملاذا في
السابق لكثير من الدعاة الذين اضطهدوا في بلدانهم – خرجت علينا بتقرير اشبه ما
يكون بالادانة الشاملة لكل ما هو اسلامي .. و اعتبرت أن الاخوان المسلمين –
الجماعة المعتدلة الرزينة و التي شرفت البشرية في كل تاريخها الطويل – يقومون بأعمال
غير مشروعة .. و هكذا تصبح الصورة واضحة الا على من جعل الله على أعينهم غشاوة و
في آذانهم وقرا .. اللهم انا نسألك العفو و العافية في الدين و الدنيا و الآخرة.
Commentaires
Enregistrer un commentaire