هل من مشمر الى جنات الخلد

هل من مشمر الى جنات الخلد

مخاض .. ألم .. مرض .. فقد للاحباب و الاصحاب .. مصائب .. مدلهمات .. فاقة .. مسؤوليات .. كدح .. خصاص .. خوف ... حزن ..جوع .. كبر .. عجز .. شيخوخة .. تعب ثم اهمال من اقرب الاقرباء .. نزعات ... سكرات .. موت ... مقابل ذلك كله .. أخذ للكتاب باليمين .. حوض .. حور مقصورات في الخيام .. أنهار من لبن و عسل مصفى .. حياة بلا موت و لا مرض و لا عجز و لا حزن و لا مسؤوليات .. و أعظم من ذلك كله نظر الى وجه الله الكريم .. هل هذا خيال ام وهم ام هرف بغير علم .. هل هذا عبث .. هل ما نحياه عبث في عبث .. حياة عبث : قتل و ظلم و احتقار للانسان و أكل ارزاقه و الزج به في غياهب السجون ظلما و عدوانا .. بعدها عدم ؟ هل يقبل عقلك بهذا يا هذا ؟ .. ان كان الامر كذلك فاعلم ان الخلل قد اصاب جزءا كبيرا من دماغك .. لا وجود للعبث في الكون .. نحن اليوم أقدر ممن سبقوا على فهم هذه الحقيقة : الاعجاز من الذرة الى المجرة ومن القطرات الى البحار الشاسعات .. فارجع البصر هل ترى من فطور ثم ارجع البصر كرتين ينقلب اليك البصر خاسئا و هو حسير .. كل شيئ منتظم الاك ايها الانسان .. كم مرة وضعت بين اختيارات كثيرة كنت على علم تام باصوبها غير انك اخترت الحلو العاجل على المر الاجل .. و حينما اتاك المر بعد حين .. نذبت حظك و ظللت تجتر المر و الحنظل حسا و معنا .. كل ذلك تعليم و تنبيه في الحياة الدنيا .. سريعا ما تزول غير أن هوان الاخرة لا يزول و تلك هي الحسرة الكبرى و الطامة العظمى حيث مررت بحياة بائسة يائسة و أقبلت على آخرة طامسة عابسة .. دعك من هذا وعد الى ربك .. هو الذي هيأ سعادة الآخرة .. و هيأ لك سعادة في الدنيا لا يراها الا من أخلص دينه لله .. لا يراها ولا يملك الكلمات حتى يوضح لك معالمها .. أسأل الله أن تعي ما أقول.