يسير في ضباب الشك أو ظلمة الجحود من يغيب عنه أن الله جلت عظمته خلق الخلق ليبتلي الخلق. ويتساءلُ الغافل: لماذا تفوَّق علينا أعداء الله، نرى عندهم البسطة في العلموالرزق ونحن فقراء متخلفون؟ لماذا تتعمق الهوة بيننا وبينهم في كل ميدان؟ لماذايتعسر علينا ما يتيسر لهم؟ وفي ضِمْن التساؤل اتهامٌ للقدَر والحكمة. كما أن في القعود عن الجهاد لإعداد القوة زعماً أن ذلك رضىً بالقَدَر مسؤوليةً لاعذرَ عن تضييعها.كيف إذاً نصطحب الإيمانَ بالمقدور والحكمة ونحن نخوض غمار المعارك؟كيف نقرأ في الآيات الكونية التاريخية والآيات الحِكمية من سنة الله بعينينلا بالعين العوراء؟القراءة المفتوحةُ البصيرةُ لمخاض العالم، وتحولاته العجيبة وتقدمه العلمي الصناعي المذهل، وإغداق القدرة الإلهية على أبناء الدنيا من كل شيء نجدهافي قوله عز وجل لنبيه وحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَكِن قَسَتْ قلُُوبهُُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذكُِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ وَالْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ 1. لا يفُتُّ في عضد المجاهد الماضي لموعود الله ورسوله هذا الفرْقُ الهائل بيننا وبين الناس. إنها سنته سبحانه في الأمم. نَسُوا ما ذكُِّروا به ففتح الله عليهم أبواب كل شيء 1 سورة الأنعام، الآيات 42 - 45 . ابتلاءً بين يدي ما هو به عليمٌ من أخذٍ أو إمهال أو هداية يستعملنا فيها إن شاء. بيده الخيْ، وإليه المصير، وهو على كل شيء قدير. قال تعالى: ﴿فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ﴾ 1. عليهم لا لهم. عليهم اختبارا وكيدا. مثلها قوله سبحانه عن الأمم المتقطعة زُبُرا بعد أنبيائها: ﴿أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ﴾ 2. عليهم لا لهم هذا الفيض العجيب المذهل من الأشياء والكشوف العلمية والإبداعات والسيطرة الظاهرة على الكوكب الأرضي وخيراته وفضائه. ولنا لا علينا يكون كل نصر نحققه بجهادنا الدائب لنتعلم منهم ونستخلص ونوطن عندنا ونستنبت. بإذنه ورحمته، تعالى جَدُّ ربنا وتبارك. لنا لا علينا إن نحن تمسكنا بمنهاج من خاطبه الله عز وجل بقوله: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحاً مُّبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْراً عَزِيزاً﴾ 3. فتحنا لك. لنا إن شاء الله لا علينا إن تخطَّى إيمانُنا دار الامتحان مع سعينا الجهادي فيها، إن حطت طيور دعائنا على أغصان طلب المغفرة والثواب، إن ارتفعت آمالنا للنظر إلى وجه الملك الوهاب.
- Obtenir le lien
- X
- Autres applications
Articles les plus consultés
علماء البلاط
- Obtenir le lien
- X
- Autres applications
Commentaires
Enregistrer un commentaire