أفالا ينظرون ... وفي أنفسكم أفلا تبصرون .. قل سيروا في الاررض فانظروا ... أفلا تحدث نفسك يوما أو تدفع بها الى النظر فيما أشارت اليه العديد من الآيات .. رب نظرة بسيطة الى جزئية من جزئيات الكون قد تأخذ بيدك الى عوالم بعيدة بعيدة بعيدة .. تأمل معي هذه : عدد النجوم ( ولا أقول الكواكب ) أي الشموس التي استطاع الانسان رصدها حتى الان تعادل – كما صرح بذلك علماء الفلك – عدد حبات الرمال والتي تكفي أن تغطي مساحة فرنسا بأكملها مع متر واحد من العلو – هذا اذا اعتبرنا فرنسا مساحة منبسطة – هل تعلم أن في قلب الجنين ثقب يربط بين أذنين يبقى شغالا حتى يوم الولادة فتأتي جلطة دموية تسده حتى يتمكن الدم من المرور عبر الرئتين .. وهذا الثقب يسمى : ترو دو بوطال .. بوطال اسم العالم الذي اكتشفه .. واحد من الاطفال على كل 500 الف طفل لا يغلق عنده هذا الثقب .. واذا لم يعجلوا بعملية جراحية يموت الطفل .. أقرب نجم الينا بعد نجمنا هذا يبعد 4 سنوات ضوئية واذا افترضنا ان الطريق سالك الى هذا النجم وركبنا سيارة انطلقت دون توقف بسرعة 100 كلم في الساعة ..هل تعلم كم الوقت الذي نقضيه من الوصول الى هذا النجم: 60 مليون سنة .. .. اثبت العلم الان ان الكون مترابط بالكامل بواسطة 4 انواع من الجادبيات .. وهي : 1 الجادبية بين الكواكب و المجرات 2و الجادبية بين النواة و الالكترونات 3و الجادبية بين مكونات النواة فيما بينها 4 الجادبية الكهرومغناطيسية .. ليس هناك شيئ في الكون الا وهو مشدود الى شئ آخر .. وهناك انواع اخرى من الارتباط .. كارتباط الجنين مع امه بالحبل السري و الارتباط العاطفي بين كل الكائنات وصغارها والا انعدمت الحياة .. في الغابات كلما كان الصغير قريب من امه الا وكان ذلك أأن له من الضواري و السباع .. وفي عالم الذرة كلما كان الالكترون قريب من النواة الا و كان ذلك الالكترون أكثر استقرارا وثباتا في مكانه وكلما ابتعد عن النواة اصبح تفلته من مداره ارجح .. كل كوكب يطوف حول كوكب أكبر منه حجما فذلك أأمن له والا تفلت من مداره و أصبح خطرا على نظام الكون كله .. كل الكواكب الكبيرة تطوف حول شموس اضخم منها بكثير فذلك يؤمن ثباتها ودورانها بشكل منتظم و دقيق .. الطواف .. الطواف ... الطواف .. الكون كله يقوم على قاعدة طواف جسم صغير حول جسم اكبر منه ... هذا طواف حقيقي حسي و هناك طواف معني تشترك فيه كل الخلائق كأن تطوف الام او الاب من اجل تحصيل ارزاق صغارها .. فالطير مثلا تغدوا خماصا و تروح بطانا و قس على ذلك .. الطواف صبغة الكون و كلما اقترب الطائف من المطوف الا و كان الاستقرار و الثبات .. تأملوا :
اذا كان طوافنا على الارزاق بما يرضي الله قربنا ذلك من الله .. و اذا كان طوافنا من البيت الى المسجد على سنة رسول الله الا قربنا ذلك من الله .. واذا كان طوافنا القلبي بالذكر و التسبيح و التحميد لله رب العالمين الا وقربنا ذلك من الله .. هذا طواف معني .. نأتي الان الى الطواف الذي نشترك به شكليا مع كافة اجناس الكون و عناصر الوجود : الطواف بالبيت العتيق .. واركان الحج كلها طواف في طواف .. يا لعظمة الاسلام .. يا لسر التعبد لله العلي القدير .. جلت قدرتك يا رب .. جل قولك اذ قلت : ان في خلق السماوات و الارض و اختلاف الليل و النهار لآيات لأولي الألباب .. اذا شئت أن يكون لك لب فتأمل في كتاب الله .. لا الاه الا الله
Commentaires
Enregistrer un commentaire