هيا ايتها الاخت المؤمنة ... شرف عظيم ينتظرك

نَكْبَةٌ ورَقدة في الفطرة لا يمكن أن ينبريَ لها بقومة مُْيِيَةٍ مقومة إلا أمهات صالحات قائمات بوظيفتهن الحافظية كاملة غير منقوصة. وإنك تجد أمهات الغثاء اللاتي ضيَّعْنَ على مَدَى أجيالٍ الجَديلة المَعْنويَّة من ضفيرة الفطرة يعتنين بدقة بما يرضَعُ الطفل ويلبَس ويُطبَّبُ. لكنهن عن نشأته الإيمانية ورَضاعِه الفطري في غياب مُذهل. الجسمُ يُدلَّلُ ويُنعم ويُصان، والروح تربيتها سائبة ناكبة غائبة. تنطق هذه الحالة الرديئة بِدهريَّة تّقّمصت الأم وظللت طفولة أبنائها وبناتها بقَتامِ الغفلة عن الله، وظلام الجهل بما أنزل الله، وضبابِ الحِياد والتجاهل واللامبالاة أمام السؤال الفطري المصيري الأخروي. لا تخبر الأم ولا يأبَه الوليدُ.لو تأملتَ معي أخي، وتأملتِ أختي يا حافظة الفطرة تكليفا وتشريفا، كَم من جرائد ومجلات وكتب تنشر في العالم، وكم غابات تحصد ليصنع الورق، وكم آلات
تدور، وكم أفلام تصور، وكم آلات تَبُث، وكم أجهزة تلتقط، وكم برامجَ وكم موظفين. كل أولئك لا يتحدث إلا عن الدنيا وزينتها ولعبها وعبثها وملذاتها وشهواتها وأزماتها وسياستها واقتصادها واضطراب أهلها وهَوَس حركتها. والأمهات جاريات في ذلك الضجيج، مغلوباتٌ فيه انغلاب الرجل. والدين في زاوية منسية، وأعظم نبإٍ في الوجود مسكوت عنه: ألا وهو نبأ البعث والنشور، والحساب والجزاء، والجنة والنار، وكون الدنيا دار مََر وامتحان واختبار. لو كان الناس عقلاء لاحتل هذا النبأ الصفحة الأولى الدائمة من اهتمام الكل. لكن الناس انطمست فيهم الفطرةُوانبتَت وانقطعت. ووصلُها، يا من اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، لا يكون إلا بحبل سُرِّيٍّ تُغذّين به الطفل في ليونته غِذاء الإيمان. وما في ذلك من كبير عَناءٍ،فالحُنوُُّ الفطريُّ والمودة والرحمة، وهن من لطائف خلق الله في قلب الأمهات، ميازيبتوصِل الخَبَ على أقصر طريق وأصدقه وأبلغِه أثراً.انطمست الفطرة في هذه الأعصار التكنولوجية الجنونية الراكضة خلف الاستهلاك والمتْعة والشهوة، وانغمرت وانغطست تحت رُكام دهرية مفلسفة معقدة. لا يُِفْنا التواؤها وتعقُّدها من أداء مهمة الأبوين، ولا يُزِغنا تمشدقُها وحذلقتها عن الأسلوب الفطري:بثِّ كلمة الحق في الطفل في الوقت المناسب، بالبساطة
المناسبة، من القلب للقلب. وذلك إن فعلنا، وفعلت الأم خاصة، كنزٌ لا يفنى، وبذرة حية لا تلبث بإذن الله أن تترعرع شجرة طيبة  توتي أكلها كل حين بإذن ربها.﴿وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ﴾

Commentaires

Articles les plus consultés