سقف المطالب

الأن أدركت أمرا مهما ....

أصبحت أشفق على اخوتنا من كافة التيارات .. خصوصا اخوة التوحيد و الاصلاح  بما فيهم المنتمين الى الحزب الذين ظل التباين شاسعا بينهم و بين العدل و الاحسان طيلة سنوات و سنوات .. وكان يبلغ مداه  في الساحات الجامعية .. كل من الطرفين مصر على موقفه .. طرف يدافع عن العمل من داخل قبة البرلمان و القبول بكل شروط المخزن المغربي و الطرف الثاني يرفض رفضا قاطعا مسألة التنازل عن بعض المواقف .. ويشترط توفر مجموعة من الضمانات حتى يقبل باللعبة الديموقراطية .. أعلم جيدا أن هذا الحوار قديم مستحدث .. ولكن ماذا جد فيه حتى ننفض عنه الغبار مرة ثانية ؟؟ بكل بساطة لان الرهان ما يزال قائما .. أو هكذا ما يزال يتصور البعض .. و ثانيها ما استجد في نفسي أنا و ما أصبحت أدركه شيئا فشيئا ... هذا الشيئ مرتبط كل الارتباط بحرب المواقع التي  اشتعلت نيرانها خصوصا بعدما أصبح الاخوة في العدالة و التنمية ليس  تحت قبة البرلمان فحسب و لكن تسلموا زمام السلطة .. وتساءلت مرات و مرات لماذا هذا التباين في المواقف رغم أن الرب واحد و الاسلام الذي ندين به جميعا وواحد و النبي واحد و القبلة واحدة ... الآن و ألآن فقط – وبعدما اشتد ايماني بخط جماعة العدل و الاحسان .. على اعتبار أن القبول بقواعد المخزن كشرط  ( للدخول ) الى حماه  --- وضعت الدخول بين قوسين على اعتبار أن الخول أمر مستحيل ومن يعتقد أنه قد دخل فهو واهم واهم واهم --  .. هو مضيعة للذات و للوقت ليس الا .. فكيف نفسر هذا التباين بين الجانبين اذن ؟ من أجل الاجابة عن هذا التساؤل ينبغي أن نعود الى المنطلقات .. فالامر بسيط غاية البساطة .. اذا سألت الاخوة في العدالة  عن ماذا حققوه .. تكون الاجابة على الشكل التالي : الرميد (ليس وزير العدل ) الزيادة في منحة الطلبة  منحة الارامل  و أشياء أخرى كثيرة تشبه ما ذكر .. هذا سقف مطالبهم .. وأنا أطرح السؤال .. عن ماذا فقدوا ليتمكنوا من تحقيق ما حققوه ؟  كانوا يطالبون و بكل الحاح بالغاء الركوع أمام الملك سرعان ما أصبح تقليدا محمودا نعبر به عن تلاحمنا ووووو .. كانوا يطالبون وبكل الحاح بالغاء العار المسمى موازين . فاذا بهم يبتلعون ألسنتهم و فضيحة هذا العار لم تزدد الا فحشا .. كانوا يصرخون في كل الوجوه  بأن هناك تماسيح و عفاريت تمتص دماء هذا الوطن و توعدوا بمحاربتهم .. وحين جد الجد طبعوا مع التماسيح و العفاريت و الضباع و الحيات ووو ايما تطبيع .. بل و اقتسموا معهم " الوزيعة "  .. كانوا يقولون -- و ما زالوا – انهم حزب اسلامي سوف يعمل على تخليق الحياة العامة ووو فاذا بالفساد في عصرهم يبلغ مداه .. حيث اصبحنا نسمع بعزل الشرفاء و الابقاء على الفسدة و اعتقال من يفضحون الفساد وو.. كانوا يطالبون باحترام حرية الرأي و صون كرامة المواطن .. فاذا في عصرهم  بهراوات الداخلية لم تزدد الا عنفا و تكسيرا للجماجم و العظام ضد خيرة ابناء هذا الوطن .. و حتى المؤمنات الطاهرات كان لهن النصيب الاوفر من هراوات المخزن .......... فلنتساءل جميعا ماذا حقق الاخوة في العدالة و التنمية و ماذا خسروا .. من خلال هذه المقارنة لا شك أن كثيرا من المغالطات سوف تصبح في خبر كان ... أما الآن فسأخبركم عن سقف العدل و الاحسان في نظرتها لواقع الامور و للحلول الكفيلة بالخروج من التردي المستمر الذي تعرفه بلادنا و في كل المجالات .. مشروع العدل و الاحسان هو تحرير الانسان على اعتبار انه مكرم مشرف من رب العالمين .. العدل و الاحسان له مشروع متكامل في التعليم و الصحة و السياسة و الاقتصاد ... لعلي باحد الاخوة يستلقي على ظهره من الضحك و يسائلبي : فأين التدرج يا هذا ؟ و أنا أجيبه : التدرج سنة من سنن الله في الكون يا اخي الحبيب و لكن التدرج نحو الامام و ليس الى الخلف .. ولي عودة مطولة للحديث عن مشروع العدل و الاحسان و السلام عليكم و رحمة الله .

Commentaires

Articles les plus consultés