للباحث المستنير بنور الوحي أن يتأمل تاريخ المسلمين وبإزائه الخبر الحقيق والوصف الدقيق الناطق بالنقض وبتحول الخلافة على منهاج النبوة إلى ملك عاض ثم جبري. ونختصر نحن لننزل مع الدليل المنهاجي النبوي إلى عصر الاستعمار وما حمله إلى أذهان خريجي مدرسة الاستعمار من زبَد فكري يرُغِي باحثا عن أصالة غامضة
محقورة ومعاصرة
هي نبذ الدين والوحي جملة.
اختَصَرت الزمانَ عبارةُ رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
» يوشك
الأُممُ أن تَداعَى عليكُم كما تَداعَى الأَكَلَةُ على قَصعتها
«! في
كلمة » يوشك
« الدالة
لغة على قرب وُقوع الفعل المَسُوقِ بعدَها تحذيرٌ وتخويف وتهويل. وما تركت الكِناية بالقصعة والآكلين منها معنى من معاني الضَّعفوالمفعولية إلا عبرت عنه. فقال قائل: ومن قِلَّةٍ نحن يومئذ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:»بل أنتم
يومئذ كثير، ولكنكم غُثاء كغثاء السيل. ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم. وليقذِفن الله في قلوبكم الوَهْنَ «. قال
قائل:
يا رسول الله! وما الوهْنُ؟ قال صلى الله عليه وسلم:»حُبُّ الدنيا وكراهية الموت «.
هذا هو مرض الغثائية الذي ينْخَر في كياننا. وليس بعد وصف الله ورسوله لدخائل ما بالعباد كلام. والحديث رواه أبو داود والإمام أحمد بسند صحيح.
الغُثاءُ غثاء السيل وغُثاء القِدْر. وهو »ما
يطفَح ويتفرّق من النّبات اليابس وزبَد القدر. ويضرب به المثل فيما يضيع ويذهبُ غيرَ مُعتدٍّ به. « هكذا قال علماء اللغة. الغثائية إذاً مرض الطفوح والتفرق وخفة الوزن. وهي صفات ما يضيع ويذهب غيرَ معتَد به. أي لا قيمة له ولا أثر. وكُنْهُ الغثائية الظاهرة وسببها الوهْنُ الذي لا يفيد معه كثرة العدد. من مليار مسلم ويزيدون أين كتيبة برَأَتْ من الوهن؟ الوهن حب الدنيا وكراهية الموت. حب الدنيا أثرَةٌ قتلت العدل، وسلطوية عاضة جبرية قتلت الشورى. فصميم الصميم في كياننا المعنوي مقتول. والجثة الغثائية لا يمكن أن تحيى وتفعل إن لم تعد إليها الروح بعودة الشورى والعدل. وهما ممتنعان ما لم نعالج العِلة الكامنَة في النخاع: الوهْنَ.
إن ما يريده الإسلاميون حياة بالإيمان والإحسان تجعل من الفرْد المؤمن عاملا للصالحات،
ومن الأمة قوة اقتحامية ترتفع من الوهدة وترقى إلى العزة متخطية العقبات. وهناك
في قاع النفس الفردية، في القلوب، قذف الله رب العزة الوهن. هناك في العلاقات الجماعية وَلَدَ الوهنُ جراثيم الاستبداد والظلم والأثرة. ولا علاج إلاالعلاج العميق لمرض الغثائية في القلوب، ولأدواء الأمَم التي سرَتْ فينا منذ تدحرجنا عن العقبة، منذ نقضنا البناء النبوي الراشد.
انتهى
كلام الاستاذ عبد السلام ياسين .. ومن منطلق التجربة الميدانية مع بعض من لا
يفضلون ان يتحدثوا من اعالي التاريخ .. يجدون حرجا كبيرا في استيعاب مثل هذا
الكلام و هم بذلك يضيعون على انفسهم ما لو ادركته عقولهم لصعقوا من هول ما يفقدون بغير
مقابل يذكر ... ان الله جل و على يداول الايام بين الناس و الخلافة على منهاج
النبوة قادمة قادمة تصديقا لرسول الله تماما كما صدقناه بالقران الذي جاء به ..
يقولون متى هي ؟ قل عسى ان تكون قريبا .. الغاية وجه الله .. أما الخلافة على
منهاج النبوة فمقدورة من رب حكيم .. ويا لحسرتي ان ذهبت الى ربي ولم ارم بقطرة
واحدة في بحر الاعداد للخلافة الموعودة القائمة – متى شاء الله – على كواهل قوم
يحبهم و يحبونه أذلة على المومنين اعزة على الكافرين .. لا يخافون في الله لومة
لائم .. ولو اقتضى الامر ان نبني السفينة العظيمة فوق رمال الصحراء .. ننتظر السيل
.. قدرا محتوما .. وتصديقا معلوما ممن ينتظرون بعد أولائك الذين قضوا نحبهم و ما
بدلوا تبديلا .
Commentaires
Enregistrer un commentaire