البلاء و الاستكبار من كتاب العدل الاسلاميون و الحكم
قال جلت عظمته:
﴿نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ وَلَوْلَ أَن يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَن يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبيُوتِهِمْ سُقُفاً مِّن فَضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ وَلِبيُُوتِهِمْ أَبْوَاباً وَسُرُراً عَلَيْهَا يَتَّكِؤُونَ وَزُخْرُفاً وَإِن كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ﴾.
يبسط الرزق سبحانه
لمن يشاء ويقدِر،
وبسطه لأبناء الدنيا
أصل من أصلِ
سنته في الخلق
وابتلائِهم وامتحانهم. كما
أن الجهادَ في
سبيل الله والمستضعفين
أصل من أصول
شرعه. الحكمة
الجمعُ في نظرة
واحدة، لا تَنَاقُضَ،
بين أمره الكوني
القدَري وأمره الشرعي
الجهادي. وما
يلَُقَّاها إلا ذو
حظ عظيم. وإلاَّ
اتهمْتَ القَدَرَ، وخمُلْتَ
في جَبْرية عاجزة
أو تمردت في
قَدَريّة مارقة.
يَفتِن المولى سبحانه
أبناء الدنيا بزهرة
الدنيا، فيَنْكَبُّون عليها
ويقولون
كما حكى عنهم
الذكر الحكيم: ﴿نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَداً وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِين وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ﴾.
ويكون أولَ مظهر
من مظاهر الاستكبار
الأنَفَةُ مِنْ عبادة
الله عز وجل.
عِزَّة واستكبار هنا
جزاؤهما الذل والعذاب
هناك. قال
تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ
يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾. ويُكَذِّبُ المستكبرون
آيات الله، ويدفعون
في صدر رسل
الله، ويظلمون عباد
الله المستضعفين. دفَعَتْ
بعضهم لإنكار الحق
ووجود الله والدار
الآخرة فلسفةٌ دهرية،
أو تقليد لما كان
عليه الآباء، أوْ
تعليم في الطاحون
الإلحادي، فغالب ما
يمنع أبناء الدنيا من
العبودية لله عز
وجل تَسَرْبلُُهم في
أنانيتهم واستكبارهم. قال
جل وعلا: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا أُوْلََئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.
Commentaires
Enregistrer un commentaire