قصتي مع بيوت الدعوة المباركة

قصتي مع بيوت الدعوة المباركة

خالد مزاح  
عشت في كنف الدعوة الى الله عز وجل – و ما زلت – زمنا  طويلا .. كانت تجربة غنية بكل معاني الكلمة .. كان همي الحقيقي طوال العقود الثلاثة الماضية أن أرى أفعال الله عز و جل في خلقه .. ظلت المحاولة مني عقدين كاملين حبيس الاوراق أبحث عما قرأته في مقدمة الظلال كما يلي : قال سيد الظلال رضوان الله عليه : عشت في ظلال القران أنظر الى يد الله تعمل في الخفاء … فلا تسرعوها و لا تقترحوا عليها .. دعوها تعمل .. قال هذا الكلام وهو حبيس الجدران في سجون الطغيان .. و الحق أنه كان طليقا .. و سجانوه كانوا هم السجناء غير أنهم كانوا لا يفقهون .. تعاقب علي الزمن و أنا أحيا تحت رحمة كلمات السيد .. أتذوقها ولا أكاد استسيغها .. مما كان يحز في قلبي .. ومر الزمن والقلب معلق برؤية اليد الحانية و هي تعمل في الخفاء .. أنقل الى الناس في بيوت الدعوة المباركة ما استطاعت حويصلتي أن تصل اليه من معرفة اللطائف الربانية .. وكان أن من علي الكريم الحليم بفهم ما قرأته في كتاب .. بل كان من أفضال الحليم العليم بعد أن داومت على قراءة سورة الكهف كل جمعة كما سن ذلك سيد الخلق أجمعين عليه أفضل الصلوات .. و اليكم ما جادت به اللطائف الربانية من فهم لقصة سيدنا موسى مع الخضر على نبينا و عليهما الصلاة و السلام :
ظن الكليم موسى عليه السلام ان ليس هناك من هو أعلم منه فوق الارض .. فأطلعه الله عز و جل على عبد من عباد الله هو أعلم منه وعلمه كيف يلقاه .. شد موسى عليه السلام و غلامه الرحال بحثا عن الرجل .. وبعد جهد جهيد تحقق لموسى عليه السلام مبتغاه ولقي الرجل وطلب منه الصحبة .. غير أن الخضر عليه السلام امتنع في بادىء الامر ذلك أن موسى عليه السلام و هو النبي الكريم لم يزود بعد بالقدرة التي تمنحه الصبر على الأفعال المناقضة لظاهر الشرع السائرة في ركاب اليد الالاهية الحانية الخفية التي منحت الاطلاع على مئالات الأمور الذي ما أوكل الا الى الخاصة من عباد الله .. توسل موسى عليه السلام .. وقبل الخضر بشرط ألا يعترض .. وقبل موسى بالميثاق  فانطلقا .. هنا المعجزة .. انطلقا .. و نحن نعلم أن موسى عليه السلام كان مصحوبا بغلامه يوشع بن نون .. فلماذا اختفى من الصورة فجأة ؟ انطلقا .. فأبوا أن يضيفوهما .. فوجدا .. فليس في الصورة اذن الا موسى و الخضر عليهما السلام .. أما الغلام يوشع بن نون فقد اختفى من المشهد مند اللحظة التي التقى فيها الرجلان .. لان المقام – و الله أعلم – لا يتسع لغلام ما يزال من عامة الناس .. فالمشاهد لم ترق لنبي كريم .. فكيف بغلام حدث ..
انطلقا .. هكذا وبدون تحديد أي هدف .. و رأى موسى عليه السلام عبد الله الخضر و هو يكسر جانبا من السفينة .. و هو يقتل الغلام .. و هو يبني الجدار لقوم أبوا أن يضيفوهما .. اعترض موسى على أفعال الخضر عليهما السلام .. كان اعتراض موسى عليه السلام يزداد حدة في كل مرة .. كانت الثالثة قد ألغت الميثاق .. غير أن الخضر ماكان ليترك موسى يذهب دونما افصاح كامل عن الحكمة التي كانت تقود خطى الخضر عليه السلام … أما الاشارة البالغة في الاحداث الثلاثة هي كما يلي :
  • أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر …
  • و أما الغلام فكان أبواه مومنين …
  • و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا …
المسكين ليس الفقير بدليل أنهم كانوا يملكون سفينة .. فالمسكين اذن هو المتواضع الكثير الانكسار بين يدي الله تعالى وقول النبي عليه الصلاة و السلام ” اللهم أحيني مسكينا و أمتني مسكينا و احشرني في زمرة المساكين ” يجلي هذه المسألة … و كان أبواه مومنين .. و كان أبوهما صالحا .. يتضح جليا أن هذا الرجل الصالح لا يمر الا بصنف خاص من الناس .. هم المومنون و المنكسرون بين يدي الله عز و جل و الصلحاء من هذه الأمة .. يكسر.. ويقتل .. و يبني … كسر ليضمن رزقا .. وقتل ليضمن حياة طيبة .. وبنى ليضمن مستقبلا كريما ليتيمين في المدينة … أفعال  ظاهرها ينم عن قسوة و فساد ووضع المعروف في غير أهله .. أما باطنها فألطاف ربانية حانية كريمة رحيمة غامرة .. فالخضر أيها الكرام هي يد الله الحانية التي مازالت تعمل و ستبقى الى أن يرث الله الارض و من عليها .. تمر على الصلحاء من الناس .. تعمل وفق العلم الالاهي الذي يتصرف في شؤون خلقه على قاعدة العلم بمالات الأمور و غاياتها و ليس على قاعدة النتائج الانية الفانية ..

Commentaires

Articles les plus consultés