لغتك لغة الكون قاطبة و جوهر دينك بالقرآن يكتسب

من أجل فهم الرجل لابد من معرفته .. معرفة ما يدعو اليه .. كيف يدعو ... من يدعو .. معرفة كل هذه الجوانب أمر لازم و حاسم .. دعك من المهاترات و أوصاف الاعداء و أوصاف الذين لا يعلمون حيث لا يعذرون تحت ذريعة الجهل .. فما عاد للجهل متسع لمن اراد أن يعلم حتى تكون مواقفه على بينة .. عليك أن تتسلح بالصبر لتسيح في ما ألفه الرجل و أودع فيه ثمرات حياته .. كان يكتب و يؤلف من مداد أخلاقه و معاناته و معانات أهله و أتباعه قبل أن يخط ذلك مدادا منيرا على صفحات البياض الوفية الصاطعة .. لن تعثر فيما ترك الرجل رحمه الله على حقد أو بغض أو كراهية الا على أفعال مشينة شنيعة فاسقة فسقت بهذه الامة و أوردتها كل المهالك و أسوأ المسالك .. فقد تلطف و تحبب بكل لفظ جميل لكل من أساء اليه عسى أن يكون ذلك مبعثا لهمة قد تعود بصاحبها الى جادة الخير و الصواب .. ما تحدث قط عن جهل أو قلة علم .. فلقد تحصل من العلم ما تعذر و استحال على جهابدة العصر أن ينالوا النذر القليل منه .. فتحدث لكل قوم بلغتهم و ما يعلمون و أفحم الخصوم فيما يعتقدون انهم قد ملكوا ناصيته وأبان لهم انه القح في صنعتهم خبر من خفايا ما لم يخبروا .. فلم يقف رحمه الله عند مبلغ القوم من العلم الظاهر ..فلا يفتأ يحدثك بعلم الدنيا فاذا به لا ينفصل في عرفه الاصيل عن المآل و المصير بين يدي الله عز و جل .. يسيح في علوم القوم ثم سرعان ما يستدرك على نفسه و يستغفر الله من أن يجعل لشيئ من ظواهر الكون و فعل العباد من أمر قاهر على الانسان .. يريد أن يعلمنا أن نرجع و نستدرك عن طوام معيشية و حياتية كادت أن تذهب بلب الحصيف في غمرة الطاحون الالحادي الذي لم يبق للبيب من عقل يعقل به .. بالجملة عد عافاك الله الى ما أثله الامام المجدد ففي ما خلف ما يغنيك عن هرطقتي و تلعثمي من اجل ابراز معان سامقة عانقتها عاطفتي و ما زالت مدركاتي تتأرجح في سبيل الاستيعاب و الاستدراك .. حفظك الله.